عواقب الخروج عن ولي الأمر
أخرج الخلال بسنَد صحيح، عن أبي الحارث الصائغ قال:سألتُ أبا عبد الله في أمرٍ كان حدثَ ببغداد، وهَمَّ قومٌ بالخروج، فقلتُ:يا أبا عبد الله، ما تقولُ في الخروج مع هؤلاء القوم؟.
فأنْكَرَ ذلك عليهم، وجعلَ يقولُ
سبحان الله! الدّماء الدّماء!، لا أرى ذلك، ولا آمُرُ به.الصّبرُ على ما نحنُ فيه خيرٌ من الفِتنة يُسفَكُ فيها الدّماء، ويُستباح فيها الأموال، ويُنتهك فيها المحارم. أمَا علِمْتَ ما كان الناسُ فيه- يعني:أيام الفتنة-؟ قلتُ: والناسُ اليوم، أليس هم في فتنةٍ يا أبا عبد الله؟, قال:"وإنْ كان!، فإنّما هي فِتنَةٌ خاصَّةٌ، فإذا وَقَعَ السَّيفُ، عَمَّتِ الفِتنَةُ، وانقَطَعَتِ السُّبُلُ، الصَّبرُ على هذا ويَسلَمُ لك دِينُكَ خيرٌ لك". ورأيتُه ينكر الخروجَ على الأئمة، وقال
الدماء! لا أرى ذلك، ولا آمر به".(كتاب السُّنَّةِ،ح98)