نقطة صدام: عساس لكل عساس ووزيــر لكل وزيــر
يكتبهــا: أســـــامة وحيـــــد
الاجتهاد التربـوي الذي تفتق عنه مخ بن بوزيد التربية، والمتمثل في الدعم الجوي الذي قرر معاليه من خلال إرسال لجان لمراقبـة حراس البكالوريا على مستوى مراكز الامتحان، ذلك الاجتهاد سينال عليه وزيرنا المجتهد ''إثمين'' وثالثهما سذاجة من وزارة لم تعد تقتني من الأفكار والأذكار إلا بضاعة الغـباء لتعميمها على قطاع كان يؤمه من كادوا يكونون رسلا.
فإذا الأيام تدور وتبور، وإذا بالجميع مشكوك فيه إلى أن تثبت لجان المراقبة الوطنية التي تحرس حراس التلاميذ في قاعات الامتحانات، أن ذاك الجميع بريء من ''الغش'' المنظم، كما الوزارة بريئة من الظن الآثم في رجالاتها..وزارة بن بوزيد اهتدت إلى حل سـحري يوقف ظاهرة ''الكوبيـاج'' المتعارف على أشكالها التربوية، ومن باب أن العلة ليست في تلاميذ حفظـوا عن ظهر وثقل محفظة أن العلم في ''الكـراس'' وليس في ''الراس''، وإنما في ''حراس'' امتحانات يرخون الحبل في منـطقة ويشدونه في منطقة أخرى، فإن الوزارة ذهبت إلى مكـمن الداء وقررت تدعيم ''العساسين''، بعساسين يحرسون الحركات والهمسات ليرفعوا التقرير النهائي إلى الوزير عن امتحانات يكرم فيها الحراس أو يهانون.. بهذا المستـوى التربوي، الذي لم تعد فيه الوزارة تستأمن حتى مربيها لتجعل فوق رؤوسهم ''غلاظا'' شدادا، يكون قطاع بن بوزيد قد أقر بالإفلاس العام. فإذا كان ''مول الدار'' مطعونا في نزاهته، فإن الكلام عن التلاميذ وعن التحصيل العلمي وعن ''بكالوريا'' فيها فوق ''الحارس'' حارس يحرس الحارس، مجرد قفز على واقع أن هذا القطاع وغيره من قطاعات أخرى قد أصيب بتخمة العجز. والحل لمعضلة خيانة الأمانة أنه كما يحتاج الحارس إلى حارس، فإن الضرورة تقتضي أن يكون للوزير وزير يراقبه ويصـحح ما أفسده الدهر، وليس عطار الدهـر..