أرملة وابنها (قصيدة مبكية) لمرهف الإحساس - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > خيمة الأدب والأُدباء

خيمة الأدب والأُدباء مجالس أدبيّة خاصّة بجواهر اللّغة العربيّة قديما وحديثا / مساحة للاستمتاع الأدبيّ.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أرملة وابنها (قصيدة مبكية) لمرهف الإحساس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-07-14, 08:15   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ترانيم الفجر
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية ترانيم الفجر
 

 

 
إحصائية العضو










M001

بارك الله فيك أستاذنا ... دائما متميز في طرحك ...
وللشاعر أيضا قصيدة في نفس الاتجاه ، ولكنه يصف فيها حال أرملة وابنتها فيقول:
لـقيتها لـيتني مـا كـنت القاها *** تـمشي وقـد أثقل الأملاق ممشاها
أثـوابـها رثّـةٌ والـرجل حـافية *** والـدمع تـذرفه فـي الخدّ عيناها
بـكت مـن الفقر فاحمرّت مدامعها *** واصـفرّ كالورس من جوع محيّاها
مـات الذي كان يحميها ويسعدها *** فـالدهر مـن بـعده بالفقر أشقاها
الـموت أفـجعها والـفقر أوجعها *** والـهمّ أنـحلها والـغمّ أضـناها
فـمنظر الـحزن مـشهود بمنظرها *** والـبؤس مـرآه مـقرون بـمرآها
كـرّ الـجديدين قـد ابلى عباءتها *** فـانشقّ أسـفلها وانـشق أعلاها
ومـزّق الـدهر ويل الدهر مئزرها *** حـتى بدا من شقوق الثوب جنباها
تـمشي بـأطمارها والـبرد يلسعها *** كـأنه عـقرب شـالت زبـاناها
حـتى غـدا جسمها بالبرد مرتجفا *** كالغصن في الريح واصطكّت ثناياها
تـمشي وتـحمل بـاليسرى وليدتها *** حـملاً على الصدر مدعوماً بيمناها
قــد قـمّطتها بـأهدام مـمزّقة *** فـي الـعين مـنثرها سمبحٌ ومطواها
مـا أنـس لا أنس أنيّ كنت أسمعها *** تـشكو إلـى ربّها أوصاب دنياها
تـقول يـا ربّ لا تـترك بلا لبن *** هـذي الـرضيعة وارحـمني وإياها
مـا تـصنع الأم في تربيب طفلتها *** أن مـسّها الـضرّ حتى جفّ ثدياها
يـا ربّ مـا حيلتي فيها وقد ذبلت *** كـزهرة الروض فقد الغيث أظماها
مـا بـالها وهـي طول الليل باكية *** والأم سـاهـرة تـبكي لـمبكاها
يـكاد يـنقدّ قـلبي حـين أنظرها *** تـبكي وتـفتح لي من جوعها فاها
ويـلـمّها طـفلة بـاتت مـروّعةً *** وبـتّ مـن حولها في الليل ارعاها
تـبكي لـتشكوَ مـن داءٍ ألـم بها *** ولـست أفـهم منها كنه شكواها
قـد فـاتها النطق كالعجماء أرحمها *** ولـست أعـلم أيّ الـسقم آذاها
ويـح ابـنتي أن ريب الدهر روّعها *** بـالفقر والـيتم آهـا مـنهما آها
كـانت مـصيبتها بـالفقر واحدة *** ومـوت والـدها بـاليتم ثـنّاها
هـذا الـذي في طريقي كنت أسمعه *** مـنها فـأثرّ فـي نفسي وأشجاها
حـتى دنَـوت إلـيها وهي ماشية *** وادمـعي أوسـعت في الخد مجراها
وقـلت يـا أخت مهلاً أنني رجل *** أشـارك الـناس طـرّاً في بلا ياها
سـمعت يا أخت شكوىً تهمسين بها *** فـي قـالة أوجـعت قلبي بفحواها
هـل تسمح الأخت لي أني أشاطرها *** مـا في يدي الآن استرضي به اللها
ثـم اجـتذبت لها من جيب ملحفتي *** دراهـماً كـنت اسـتبقي بـقاياها
وقـلت يا أخت أرجو منك تكرِمتي *** بـأخذها دون مـا مـنٍّ تـغشاها
فـأرسلت نـظرةً رعـشاءَ راجفةً *** تـرمي الـسهام وقلبي من رماياها
وأخـرجت زفـرات مـن جوانحها *** كـالنار تـصعد من أعماق أحشاها
وأجـشهت ثـم قالت وهي باكية *** واهـاً لـمثلك مـن ذي رقة واها
لو عمّ في الناس حسَنٌ مثل حسّك لي *** مـاتاه فـي فـلوات الفقر من تاها
أو كـان في الناس انصاف ومرحمة *** لـم تـشك أرمـلة ضنكاً بدنياها
هـذي حـكاية حال جئت أذكرها *** ولـيس يـخفي على الأحرار مغزاها
أولـى الأنـام بـعطف الناس أرملةٌ *** وأشـرف الناس من في المال واساها









 


رد مع اقتباس
قديم 2011-07-14, 08:39   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
طاعة زوجي ..
عضو متألق
 
الصورة الرمزية طاعة زوجي ..
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
شكرا لك أخي الكريم على هاته القصيدة التي تعتبر من اروع واشهر القصائد للشاعر العراقي معروف الرصافي
وقد وفّق الشاعر إلى حدّ كبير في الوصف وتقريب الصورة ،بحيث تحس وانت تقرأها وكأنك تتفرّج على المشهد ككل
دمت بخير والسلام عليكم










رد مع اقتباس
قديم 2011-07-14, 15:04   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
قَاسِمٌ.قَاسِم
عضو فضي
 
الصورة الرمزية قَاسِمٌ.قَاسِم
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الثالثة الموضوع المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة om mohamad yosef مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
شكرا لك أخي الكريم على هاته القصيدة التي تعتبر من اروع واشهر القصائد للشاعر العراقي معروف الرصافي
وقد وفّق الشاعر إلى حدّ كبير في الوصف وتقريب الصورة ،بحيث تحس وانت تقرأها وكأنك تتفرّج على المشهد ككل
دمت بخير والسلام عليكم
والله لقد عدمنا أمثال هؤلاء الشعراء في يومنا هذا
رعاك الله أم محمد يوسف وأحاطك بعطفه
دمتم سالمين









رد مع اقتباس
قديم 2011-07-14, 15:03   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
قَاسِمٌ.قَاسِم
عضو فضي
 
الصورة الرمزية قَاسِمٌ.قَاسِم
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الثالثة الموضوع المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ترانيم الفجر مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك أستاذنا ... دائما متميز في طرحك ...
وللشاعر أيضا قصيدة في نفس الاتجاه ، ولكنه يصف فيها حال أرملة وابنتها فيقول:
لـقيتها لـيتني مـا كـنت القاها *** تـمشي وقـد أثقل الأملاق ممشاها
أثـوابـها رثّـةٌ والـرجل حـافية *** والـدمع تـذرفه فـي الخدّ عيناها
بـكت مـن الفقر فاحمرّت مدامعها *** واصـفرّ كالورس من جوع محيّاها
مـات الذي كان يحميها ويسعدها *** فـالدهر مـن بـعده بالفقر أشقاها
الـموت أفـجعها والـفقر أوجعها *** والـهمّ أنـحلها والـغمّ أضـناها
فـمنظر الـحزن مـشهود بمنظرها *** والـبؤس مـرآه مـقرون بـمرآها
كـرّ الـجديدين قـد ابلى عباءتها *** فـانشقّ أسـفلها وانـشق أعلاها
ومـزّق الـدهر ويل الدهر مئزرها *** حـتى بدا من شقوق الثوب جنباها
تـمشي بـأطمارها والـبرد يلسعها *** كـأنه عـقرب شـالت زبـاناها
حـتى غـدا جسمها بالبرد مرتجفا *** كالغصن في الريح واصطكّت ثناياها
تـمشي وتـحمل بـاليسرى وليدتها *** حـملاً على الصدر مدعوماً بيمناها
قــد قـمّطتها بـأهدام مـمزّقة *** فـي الـعين مـنثرها سمبحٌ ومطواها
مـا أنـس لا أنس أنيّ كنت أسمعها *** تـشكو إلـى ربّها أوصاب دنياها
تـقول يـا ربّ لا تـترك بلا لبن *** هـذي الـرضيعة وارحـمني وإياها
مـا تـصنع الأم في تربيب طفلتها *** أن مـسّها الـضرّ حتى جفّ ثدياها
يـا ربّ مـا حيلتي فيها وقد ذبلت *** كـزهرة الروض فقد الغيث أظماها
مـا بـالها وهـي طول الليل باكية *** والأم سـاهـرة تـبكي لـمبكاها
يـكاد يـنقدّ قـلبي حـين أنظرها *** تـبكي وتـفتح لي من جوعها فاها
ويـلـمّها طـفلة بـاتت مـروّعةً *** وبـتّ مـن حولها في الليل ارعاها
تـبكي لـتشكوَ مـن داءٍ ألـم بها *** ولـست أفـهم منها كنه شكواها
قـد فـاتها النطق كالعجماء أرحمها *** ولـست أعـلم أيّ الـسقم آذاها
ويـح ابـنتي أن ريب الدهر روّعها *** بـالفقر والـيتم آهـا مـنهما آها
كـانت مـصيبتها بـالفقر واحدة *** ومـوت والـدها بـاليتم ثـنّاها
هـذا الـذي في طريقي كنت أسمعه *** مـنها فـأثرّ فـي نفسي وأشجاها
حـتى دنَـوت إلـيها وهي ماشية *** وادمـعي أوسـعت في الخد مجراها
وقـلت يـا أخت مهلاً أنني رجل *** أشـارك الـناس طـرّاً في بلا ياها
سـمعت يا أخت شكوىً تهمسين بها *** فـي قـالة أوجـعت قلبي بفحواها
هـل تسمح الأخت لي أني أشاطرها *** مـا في يدي الآن استرضي به اللها
ثـم اجـتذبت لها من جيب ملحفتي *** دراهـماً كـنت اسـتبقي بـقاياها
وقـلت يا أخت أرجو منك تكرِمتي *** بـأخذها دون مـا مـنٍّ تـغشاها
فـأرسلت نـظرةً رعـشاءَ راجفةً *** تـرمي الـسهام وقلبي من رماياها
وأخـرجت زفـرات مـن جوانحها *** كـالنار تـصعد من أعماق أحشاها
وأجـشهت ثـم قالت وهي باكية *** واهـاً لـمثلك مـن ذي رقة واها
لو عمّ في الناس حسَنٌ مثل حسّك لي *** مـاتاه فـي فـلوات الفقر من تاها
أو كـان في الناس انصاف ومرحمة *** لـم تـشك أرمـلة ضنكاً بدنياها
هـذي حـكاية حال جئت أذكرها *** ولـيس يـخفي على الأحرار مغزاها
أولـى الأنـام بـعطف الناس أرملةٌ *** وأشـرف الناس من في المال واساها
سبحان الله
تشابه كبير بين القصيدتين
بارك الله فيك ترانيم على الإضافة الحسنة









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
(قصيدة, مبكية), أرملة, وابنها


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:21

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc