(معالم في التعامل مع الفئة الضالة) - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > أرشيف القسم الاسلامي العام

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

(معالم في التعامل مع الفئة الضالة)

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2007-08-09, 14:10   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
منير الجزائري
محظور
 
إحصائية العضو









افتراضي

وقد أجمع أهل العلم على وجوب قتال أهل البغي ، وبيّنوا أن قتالهم من باب الردع ، وليس من باب قصد القتل كما في قتال الكفار في الجهاد ، وذكروا فروقاً بين القتالين ، فإن البغاة لا يتبع مدبرهم ، ولا يجهز على جريحهم ، ولا يرمون بما يستأصل شأفتهم ، وغير ذلك من الأحكام .
وأما قوة الحجة والبيان ، فإن واقع هذه الفئة يشهد بأن لها أفكاراً وشبهات تربّي عليها أفرادها ، وتسوّغ لهم أفعالهم ، وهذا الأفكار والشبهات موجودة في الواقع ضمن بعض الكتب والمجلات المحظورة ، وكثير منها تسلل إلى بلادنا من الخارج بفعل ثورة الاتصالات والمعلومات ، وعلى شبكة الانترنت عدد من المواقع المشبوهة التي يتأثر بها بعض الشباب ، ويأخذون جل ما فيها من الفتاوى والتحليلات على سبيل التسليم والاقتناع .
إننا بالحوار الهادف ، والمجادلة بالتي هي أحسن ، متى ما استطعنا أن نغيّر من قناعات المنتمين إلى هذه الفئة بالحجة والبيان ، ونقطع نسبهم بمصادر التلقي المشبوهة ، فإننا نكون قد وفقنا في تحرير عقولهم من ربقة الفكر المنحرف ، وبالتالي حسم المادة التي تغذي أفعالهم ، وتقنعهم بمشروعيتها .

لا للحوار .. و نعم للحوار :
أساء بعض الناس فهم قضية الحوار مع هذه الفئة ، وحمّلها ما لا تحتمل .. وأنزلها آخرون على مواقف محددة ليثبت عدم جدواها ، ويسقطها من الحساب بالجملة .
هل من المعقول أن نستوقف هذا الشاب المسلح الذي تلطخ بالدم ، وتدرّع بالحزام الناسف ، وصوّب سلاحه ، بل ووضع أصبعه على الزناد ، ونقول : لحظة من فضلك ، نريد أن نجري معك حواراً ومناظرة في الشارع أو الميدان !!! .
لا يشك أدنى منصف أن الدعوة للحوار في هذه الحالة ضرب من الحماقة والجهل !!.
لكن ما المانع أن يكون الحوار الفكري قريناً للردع الأمني ، ووسيلة لكبح جماح هذا الشاب المتهور ، وخلخلة تركيبته الفكرية التي تدفعه إلى الاستماتة في سبيل ما يظنه هو هدفاً مشروعاً .
أقول : نحن بحاجة ماسة إلى أن نبني عملية الحوار على أرضية مناسبة ، وأصول هامة ، ومنها: من نحاور؟ ومتى يكون الحوار ؟ وكيف يكون ؟ ومن يتولى الحوار؟ .
كما أنه لا بد من مراعاة التفريق في التعامل بين المتورطين في هذه الأعمال كلٌ بحسبه ، فليس من تورط في ارتكاب هذه الأعمال أو خطط لها ، كمن ألقى السلاح وسلّم نفسه قبل أن يتلطخ بدم .. كما أن هناك طائفة تلوثت أذهانها بأفكار هذه الفئة المنحرفة ولم تصل إلى حمل السلاح ، فهؤلاء لا بد من فتح قنوات الحوار معهم ، ومجادلتهم بالتي هي أحسن ، حتى يعودوا إلى رشدهم ، ويتوبوا إلى ربهم ، كما وقع بحمد الله في بعض الحوارات والتراجعات التي ظهرت في بعض الوسائل .
وبهذا يكون الحوار مع هذه الفئة أحد الأمور المشروعة ، والحلول الناجحة ، لأنه من الإصلاح الذي ينزع الله به فتيل الفتنة .
وإذا كانت هذه الفئة (كما هو معلوم لمن سبر غورها ، وأدرك حقيقتها) تتبنى فكراً قائماً له أصوله المرتبطة ببعض المسائل الشرعية المعلومة كالتكفير ، والعهد والاستئمان ، والجهاد ، والحاكمية ، وإخراج المشركين من جزيرة العرب ، وغيرها من المسائل ؛ فإن هذا الفكر الضال لا بد من مواجهته بفكر راشد يفند حججه ، ويرد شبهه ، بالحجة والبرهان .

حوارات تاريخية مثيرة :
ليس بجديد أن تظهر مثل هذه التيارات الفكرية في الأمة . فقد شهد التاريخ الإسلامي ظهور العديد من الطوائف والجماعات التي خرجت على الأمة ، وانتهجت مبدأ التغيير بالقوة وحمل السلاح .
وكان للعلماء وأئمة الدين دور كبير في مجادلة هذه الطوائف والحوار معها ، وكان من ثمرات هذه المجادلات والحوارات أن رجع بسببها فئام من المنتمين لهذه الطوائف ، وتخلوا عن أغلوطاتهم الفكرية . وهذا مكسب عظيم ، ونجاح باهر ، ينبغي الإفادة منه في التعامل مع مثل هذه الظواهر .
ابن عباس والخوارج :
من أشهر الحوارات التاريخية مع الطوائف المنحرفة مناظرة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما للخوارج حينما خرجوا على علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وكانت هذه المناظرة بحق أنموذجاً فريداً ، وتطبيقاً ناجحاً للحوار ، رجع بسببه فئام من هذه الفئة ، فإلى هذه المناظرة كما ساقها الحاكم في المستدرك 2/150ـ 152 والبيهقي في السنن الكبرى 8/179 ، وسأدرج في ثنايا النقل بعض الملاحظات والتنبيهات وأضعها بين معقوفتين .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : " لما خرجت الحرورية اجتمعوا في دار وهم ستة آلاف أتيت علياً ، فقلت : يا أمير المؤمنين أبْرِد بالظهر لعلي آتي هؤلاء القوم فأكلمهم ، قال : إني أخاف عليك . قلت : كلا . قال ابن عباس : فخرجت إليهم ولبست أحسن ما يكون من حُلَلِ اليمن - وكان ابن عباس جميلاً جهيراً – [وهذه لفتة إلى أهمية العناية بشخصية المحاور ومظهره ، وأثر ذلك في قبول الطرف الآخر].
قال ابن عباس : فأتيتهم وهم مجتمعون في دارهم قائلون ، فسلمت عليهم ، فقالوا : مرحباً بك يا ابن عباس ، فما هذه الحلة ؟!! [مظهر من مظاهر الغلو ، والأخذ بالأشد حتى في اللباس] .
قال : قلت : ما تعيبون علي ؟ لقد رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن ما يكون من الحلل ، ونزلت  قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق .
قالوا : فما جاء بك؟ قلت : أتيتكم من عند صحابة النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار لأبلغكم ما يقولون ، وتخبرون بما تقولون ، فعليهم نزل القرآن وهم أعلم بالوحي منكم وفيهم أنزل ، وليس فيكم منهم أحد . [ تذكير بما لدى المخالف من مزيد علم وفضل ، إشارة إلى أنه أقرب إلى الحق عند الاختلاف].
فقال بعضهم : لا تخاصموا قريشاً ، فإن الله يقول :  بل هم قوم خصمون 
[ انظر إلى سوء الفهم ، والاستدلال بالنصوص في غير مواضعها]
قال ابن عباس : وأتيت قوماً لم أر قوماً قط أشد اجتهاداً منهم ، مسهمة وجوههم من السهر ، كأن أيديهم وركبهم تثنى عليهم .
[لا تلازم بين مظاهر الصلاح وشدة الاجتهاد في العبادة وبين صحة المنهج والهداية للحق]










 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:50

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc