وعليكُم السَّلام و رحمة الله..
ولكنّني أستَغرب من القَنوَات الفَضَائيَّة الدينيَّة التِّي تعرض برامِج وتضعُ المُوسيقَى دومًا مُقدّمَة لهَا
وكذَا في النِّهايَة و بينَ الفَوَاصِل .. صحيحٌ أنَّ الأحاديثَ كثيرة ومنها قولُه عليه الصَّلاة وَ السَّلام ..
( لَيكونَنَّ مِن اُمَّتي أقوامٌ يستحلُّون الحر والحرير وَالخمر وَالمعازف )
وقد قَال شيخ الاِسلام أنَّ الحديث دالٌّ على تحريم المعازف بما يشملُ الآلات كُلّها.. و لكن المعازف جاءَت مُقترنَةً بالخمر..
أي ليسَت كلُّ مُوسيقَى مُحرمَّة و اِنَّما الفاحِش منها فقط ..و دليلٌ آخر قول نافِعٍ أنَّ ين عمر سمِعَ مزمارًا
فَوضع إصبعَيه عَلى أذُنَيه وَ نأىَ عَن الطَّريق ، وقال يَا نافع هَل تَسمعُ شيئًا قال لا ، فرفَع عمر اِصبعَيه
وقال : كُنتُ معَ الرسول صلىَّ الله عليهِ و سلَّم فَـ سَمِع مِثلَ هَذَا ، فَـ صَنع مِثلَ هَذَا ..
وهُنا أعجب مِن تصرُّف عُمر اِذ لم يرضىَ لِنفسِه سماعَ المُوسيقَى
بينمَا رضِيَ ذلك لنافِع .. طبعًا لستُ عالِمةً في الدِّين أو مُفسِّرَة ، و لكنَّ اُمورًا مثل هَذِه تُؤرِّقُني
خاصَّة اِن وجدتُ الشيوخَ يختلفُون فيها..
اذًا أخي نبيل يحبّ التّعليم.. يبدو أنَّها صفَة مُشتركَة .. و يبدو أنَّ الصّغيرتان محظوظتَان جدًّا بهذا الاِهتمام
أختي الصُّغرى مثل اُختك التِّي تدرس في المُتوسّطة (سنة أولى) .. لا تُحبّ الكُتُب الخارجيّة، رغم أنّني أشتري لها الكثير
من القِصص المُلوَّنة و الشّيقة لكنَّها تكتفي دومًا بمُشاهدتها و قصّها لتشكيل مُلصقات ولا تهتم بالقِرَاءة ،
ولا أدري ماذا أفعَل معها
فرصيدُها اللّغوي ضعيفٌ ولا تُحبّ أن تُجهد نفسها في الدّراسَة و البَحث ..
أحيانًا أيأس منها و أدعها تلهو لِصغرِ سنِّها وأحيانًا اقسُو عليها ..
هل تقسو في تعليم اِخوتك أخي نبيل ؟ أو تشعر مثلاً بواجب أن تجعلهم مثاليين في كلّ شيء ؟
للعلم لا أراكَ غريبَ أطوار.. فأبي -وهو في الثانية و الخمسين من عُمره اليوم - لا يزال يتحمل مسؤوليَّة تدريسي ..
معَ أنَّ في اِستطاعتي أن أعتمد على نَفسي.. ولكنَّها الأبوَّة.. و كذلك تعامُلك مع اِخوتِك.. هي روحُ الاُخوَّة ..
- - -
لا تعتَذر مُجدَّدًا أخي نبيل.. فَالحوار معكُم شيّق