بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى وبعد
انه من العجب العجاب عزوف كثير من الدعاة –رزقنا الله وإياهم إتباع السنة-عن تعلم التوحيد وتعليمه وبذله للناس.فتجد احدهم يتخذ من أسلوب الترغيب والترهيب طريقا دائما لدعوة الناس إلى الله عز وجل وكأنّ الله عز وجل لم يرسل الرسل ولم ينزل الكتب إلاّ لذلك.
وآخر تجده يجمع الألوف المؤلفة من الناس ليقرأ لهم قصاصات من الصحف والمجلات, ليعلم الناس –بزعمه- فقه واقعهم وما تدبره الأعداء لهم.
وآخر يشغلهم بخطر الكفرة وأذنابهم ووجوب معاداتهم ويغفل أو يتغافل عن خطر أهل البدع والأهواء, فلا يحذر منهم بل يعظمهم ويبجلهم، مع أنهم أشد خطرا على الإسلام من اليهود والنصارى وأذنابهم.
وآخر يشغلهم بالتهييج السياسي، وتفخيم أخطاء الولاة في نظر العامة مدّع أن ذلك من النصح للأمة. فلا تكاد تسمع لأحدهم خطبة أو محاضرة إلا ويفعل ذلك.
-أمّا تبصير الناس بأمر التوحيد الذي هو حق الله على العبيد فلا تجد له ذكرا ،وان ذكر عندهم فهو قليل بالنسبة إلى غيره.
*إن في كتاب الله وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم غنية لمن أراد الحق وطلبه،وان في منهج السلف الصالح بيانا واضحا ، وجوابا كافيا لمن سأل عن طريقتهم في إرشاد العباد إلى عبادة رب العباد.
لماذا لا نسير على ما كان عليه سلفنا الصالح من دعوة الناس إلى توحيد الله عز وجل وربطه به ربطا وثيقا؟.أم أن هذا أصبح من التخلف ؟.
لماذا لا ندع الطرق المبتدعة التي تقودنا إلى الهاوية........ النهاية.؟ أم أنّ هذا هو عين التخلف؟
أليس من العقل أن نقول إن المنهج القويم هو الطريق النبوي الذي سار عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم من أئمة الهدى وأنّ من خالفهم كان هو عين الزيغ.
فمن كانوا على هذا المنهج القويم هم دعاة المنهج السلفي. وكيف لا يكون كذلك؟وهم على منهج السلف ساروا وبأقوالهم أخذوا وبأعمالهم اقتدوا، وبهداهم اهتدوا، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
لقد دافع علماء هذه الدعوة دفاعا مستميتا عن الإسلام والسنة،وبذلوا في ذلك كل غال ونفيس ،فألفوا الكتب وبثوا الرسائل في كل البقاع،ودرّسوا الناس وعلموهم دينهم،ونشروا السنة في وقت كادت أن تعدم،فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، ولم يكتفوا بذلك بل ردوا على كل من حارب الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة ، نصحا للأمة وبراءة للذمة ،ولتكون كلمة الله هي العليا
أبعد كل هذا يأتي الرويبضة ويقولون عنهم علماء البلاط وعلماء الحيض والنفاس..وغير ذلك من الألقاب التي تفننوا في إطلاقها عليهم. فالحمد لله الذي عافنا مما ابتلاهم به وفضلنا على كثير من خلقه تفضيلا.
قال شيخ الإسلام بن تيمية- رحمه الله-: "وأئمة السنة والجماعة وأهل العلم والإيمان فيهم العلم والعدل والرحمة،فيعلمون الحق الذي يكونون به موافقين للسنة سالمين من البدعة .ويعدلون على من خرج منها ولو ظلمهم،كما قال تعالى
كونوا قوامين لله شهداء بالقسط، ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى.). ويرحمون الخلق فيريدون لهم الهدى والعلم، لا يقصدون الشر لهم ابتداء،بل إذا عاقبوهم وبينوا لهم خطاهم وجهلهم وظلمهم ، كان قصدهم بذلك بيان الحق ورحمة الخلق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،وان يكون الدين كله لله ، وان تكون كلمة الله هي العليا." انتهى كلامه رحمه الله.
نسأل الله أن يوفقنا للسير على هذا الطريق المستقيم ويبلغنا ما بلغه السلف الصالح من النصرة والعزة.انه القادر على ذلك.