الإنسان الذي يشتم بلده هو إنسان قليل الأصل و قليل التربية ... لا يوجد شخص يحترم نفسه يشتم بلده , و هناك فرق بين النقد الذاتي و جلد الذات , و ما يصدر عن البعض هو أمر مخجل و أنا اجزم إن هؤلاء في غالبيتهم من الأشخاص الذين لم يقدموا شيئا لبلدهم و لن يقدموا له شيئا على الأرجح ... و هذا الصنف من الناس موجود في كل بلد و أرض و لأنهم من النوع الذي يحب بشروط في حين حب الوطن لا يجب أن يكون مشروطا فهم بالتالي أول من سيخون هذا الوطن ... كل شخص يسب بلده هو مشروع "حركي" , و هو يرى بطريقة غير واعية بقية الناس مثله و لأنه أناني يرى بقية الناس مثله و هلم جرا ... و ليس عيبا أن يأمل الإنسان في حياة أفضل خارج بلده لكن ليس من الشهامة و المروءة أن يبصق خلفه عند المغادرة . هذا النوع من الناس إذا مستهم سراء قالوا إنا معكم و كانوا أول من يفتخر بجزائريته و إذا قدر عليهم رزقهم نقموا على وطنهم و إذا تعرض لاعتداء تبرؤوا منه ... و لان الناس معادن فهذا الصنف من البشر هم ارخص الناس و أكثرهم خسة و لو محصنا جيدا لوجدنا في جلهم صفات النفاق و لا أكاد اسمع شخصا يشتم البلد ألا تبين لي لاحقا انه من الذين لا يتورعون عن أي منكر من اجل مصالحهم و آخر شيء يفكرون به هي المصلحة العامة لذا من الطبيعي توقع صدور كلام كهذا منهم و عادة لا اسمع مثل هذا الكلام إلا من أشخاص عديمي المروءة ...
أما الذي يفعل ذلك في حالة الغضب و هو لا يقصده فأرجو أن يكف عن ذلك ,فمن العار أن تشتم بلدك و من العيب أن ينشر الإنسان غسيله الوسخ أمام الناس , كل الشعوب لها عيوب لكن الأصل هو النقد البناء لا أن "نأكل الغلة و نسب الملة" و أذكركم بقول الشاعر
بلادي و عن جارت علي عزيزة **** و أهلي و إن ظنوا علي كرام