اليوم أتيت بحادثتين متشابهتين وقعتا في زمانين مختلفين من حيث وقت حدوثهما و من حيث نظرة المجتمع إلى المعلم ، بل و وزنه فيه أيضا. و لكم التعقيب بعدهما .
الأولى حدثت معي يوم كنت أدرس في السنة الخامسة ابتدائي "1973" ، حيث ذات مساء بعد عودتي من المدرسة مساء ، ذهبت إلى أبي الذي يعمل في مقهاه ، و وقفت أمامه داخل الكونطوار "comptoire" ، فإذا بأحد يشدني من شعر رأسي من الوراء و يقلب وجهي إليه ، فإذا به معلمي في اللغة الفرنسية ، و أشار لي بأصبعه تجاه الباب أن أسرع إلى الدار ( حنا نقولو بالقبايلية : عفّط ، بمعنى :برّه) ، فنظرت إلى أبي نظرة المستغيث فهزّ حاجبيه أن لا حول له أمام إرادة المعلم ، فانسللت مطأطأ الرأس .
و الثانية وقعت لأحد زملائي في نهاية التسعينات، حيث دخل إلى المقهى مساء فرأى أحد تلاميذه بجانب أبيه الذي كان يلعب الدومينو ، فعبس المعلم في وجه التلميذ ، فما كان من الأخير إلاّ أن بادله بتكشيرة و إخراج اللسان و عضه ( نحن نقول في هذه الحالة : اشّاه ، بمعنى : دز معاهم ) و هو يحتمي وراء ظهر أبيه .