حكينا عن الشوملة ونحكي عن العلمانية
نتيجة لعقود تاريخية عاشها المجتمع الأوروبي بين الإصلاح الديني والنهضة والتنوير انبثقت العلمانية في المجتمعات الأوروبية " قامت في أوروبا خلال القرن السادس عشر ثورة الإصلاح الديني بقيادة مارتن لوثر ( ألمانيا ) الذي بدأ دعوته عام 1520 وتابع من بعده عملية الإصلاح هذه جان كالفن ( سويسرا ) إن عملية الإصلاح الديني تعني مواجهة احتكار الكنيسة في روما لتفسير الإنجيل المقدس ومعارضة إضفاء القدسية الإنجلية على المذهب الكاثوليكي حيث ينظر إلى المقدس عامة من خلال الكثلكة
والجدير ذكره أن الإصلاح الديني قاد إلى البروتستانتية في إطار الكنيسة المسيحية الغربية قد تطور ليصبح ثورة ضد تكبيل العقل بقيود الوحي فقامت حركة التنوير الأوروبي التي هي امتداد لثورة الإصلاح الديني وتعني في جوهرها الإيمان وقدرة العقل على معرفة الحقيقةومن فلاسفة التنوير نذكر :
هوغو غروتيوس ( 1583-1645 ) توماس هوبز ( 1588-1679 ) جون لوك ( 1632-1704 )دافيد هيوم ( 1711-1776 )جان جاك روسّو ( 1712-1778 )جيرمي بنتام ( 1748-1832 )ستيوارت ميل ( 1806-1873 ) ...تحولت حركة التنوير هذه إلى ثورة سياسية ضد استبداد الكنيسة والسلطة فكانت العلمانية " ( تطور الفكر السياسي د. عدنان السيد حسين 109-110 ) وحضرت العلمانية في المجتمعات العربية نتيجة عدة عوامل منها الاحتكاك العربي والإسلامي بأوروبا الذي كان عن طريقين الأول من داخل المجتمع العربي والإسلامي عندما استحدثت السلطة العثمانية في أواخرها التنظيمات الأوروبية المستندة إلى مرجعية وضعية بدلاً عن التنظيمات التي كانت معمول بها والمستندة إلى الشريعة الإسلامية وآثار الخضة التي عاشها المجتمع المصري بعد حملة نابليون بونابرت الذي جلب معه كل شيء من آلات الطباعة والعسكر إلى المومسات والثاني من داخل المجتمع الأوروبي وكان نتيجة لاحتكاك العرب بأوروبا عن طريق البعثات والهجرات وصاحب كل هذا وجود شريحة ترى أن هناك مجتمعات أوروبية متقدمة ، وهناك فارق كبير بيننا وبينهم ، فهم يستطيعون الفعل في جميع مناحي الحياة ولهذا فهم متقدمون وفي نفس الوقت لا نستطيع أن القيام بهذا الفعل لكي نتقدم ومن ثم لا تستطيع أن نصل ونتقدم إلا باتباع الطريق الذي سلكه الأوروبي الذي تضمن في أحد أسبابه العلمانية .
فأول طرح للعلمانية في مجتمعاتنا كان في عصر النهضة من قبل مجموعة أفراد متعلمين من أمثال شبلي الشميل وفرح أنطون واستمر طرح العلمانية بشدة إمتدادا لمثقفي ومفكري عصر النهضة الذين كانوا يرون أهمية تبني العلمانية