ليلة فقدت بصري .
لن أنسى تلك الليلة ما حييت . كانت ليلة من ليالي أواخر الصيف . في غرفة مكتظة بالنساء و الأطفال . كان العرس قد انتهى و زفت قريبتي لبيت زوجها . و بقينا قلة في ذلك المنزل الريفي الصغير ... كنت قد تناولت في تلك الليلة الكثير من المشروبات فكان لابد لي أن استيقظ ليلا ... عندما استيقظت كان الظلام دامسا و لم استطع رؤية أي شيء . تملكني بعض الخوف لكنني قلت لنفسي لا تخف , نحن في الريف و الغرفة مغلقة سأستطيع رؤية الأشياء عندما اخرج . رحت أتلمس الطريق بصعوبة و لم أجد الباب إلا بشق الأنفس فقد كنت حريصا على ألا أدوس على أي شخص من الحشد الذي امتلأت به الغرفة ... وضعت في رجلي أول خف وجدته ثم فتحت الباب لأخرج للفناء لكن شيئا لم يتغير . الظلام الدامس نفسه ... خطوت خطوة للأمام و كان المطر يهطل بغزارة لكنني عجزت عن رؤية أي شيء ... تجمدت في مكاني و قد سكنني الرعب . كنت استمع للمطر الذي بدا لي صوته هذه المرة مخيفا . و أدركت أنني قد فقدت البصر . أحسست بنفسي أتضائل في فضاء سحيق من الظلمة . و بدأت أبكي .... أردت أن اصرخ بأعلى صوتي و أنادي أمي التي كانت نائمة في الداخل . لكنني لم استطع . كنت ابكي في صمت . و اختلطت دموعي بقطرات المطر التي كانت تنساب على وجهي .... فجيعة و أي فجيعة . صرت لا أرى شيئا . و اختلطت الأفكار في رأسي الصغير و كاد يغمى علي ...... و فجأة ,,,,,,,, لمع البرق معيدا لي بصري لجزء من الثانية ... غمرتني نشوة لا توصف . و أحسست بالحياة تسري في جسدي مجددا . لم يخفني صوت الرعد هذه المرة بل انتظرت أن يقصف مرة أخرى .... لمع البرق مرة أخرى , و رأيت كل شيء بوضوح .... تنفست الصعداء ثم تذكرت أنني أكاد أن أبلل سروالي . فجريت للمرحاض و عندما خرجت منه أحسست بلذة مضاعفة .... هل هناك ما هو أجمل من هذا الشعور المضاعف !!!!