شرح متن الأصول الثلاثة ... - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتب و المتون العلمية و شروحها ..

قسم الكتب و المتون العلمية و شروحها .. يعنى بجميع المتون من نظم و قصائد و نثر و كذا الكتب و شروحاتها في جميع الفنون على منهج أهل السنة و الجماعة ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

شرح متن الأصول الثلاثة ...

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2008-11-25, 10:45   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ليتيم الشافعي
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ليتيم الشافعي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


هذه المسائل الأربع يجب أن تتعلمها بالتفصيل ، هل من دليل على ما قاله الشيخ ؟ إن هذه المسائل الأربع يجب علينا تعلمها ، وهو وعدنا أنه لا يقول شيئا إلا بدليل ، فأين الدليل ؟ قال : الدليل على ذلك قوله تعالى : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ

هذه هي المسألة الأولى : العلم ، لأن الإيمان لا يكون إلا بعلم وهو معرفة الله - عز وجل - ومعرفة نبيه ، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة .

المسألة الثانية : وعملوا الصالحات ، هذا العمل بالعلم .

المسألة الثالثة : وتواصوا بالحق ، فهذه الدعوة إلى العلم والعمل .

المسألة الرابعة : وتواصوا بالصبر على الأذى في سبيل الدعوة إلى العلم والعمل .

فقوله سبحانه : ( والعصر ) .

الواو : واو القسم ، والعصر اسم مقسم به مجرور وعلامة جره الكسرة والمراد به الوقت والزمان .

أقسم الله - تعالى - بالزمان والوقت وهو مخلوق ، والله - جل وعلا - يقسم بما شاء من الخلق ، والمخلوق لا يقسم إلا بالله ، والله لا يقسم إلا بشيء له أهمية ، وفيه آية من آياته - سبحانه وتعالى - فهذا الزمان فيه عبرة وله أهمية ، ولذلك أقسم الله بالعصر ، وبالليل إذا يغشى ، وأقسم بالضحى .

أما المخلوق فإنه لا يقسم إلا بالله ، ولا يجوز لنا أن نحلف بغير الله ، قال - صلى الله عليه وسلم - : من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك وقال : من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت .

فالله يقسم بما شاء ولا يقسم إلا بما له أهمية وفيه عبرة ، ما هي العبرة في هذا الزمان ؟ العبر عظيمة تعاقب الليل والنهار ، وتقارضهما ، هذا يأخذ من هذا ، وهذا يأخذ من هذا ، يطول هذا ، ويقصر هذا ، تعاقبهما على هذا النظام العجيب الذي لا يتخلف ولا يتغير .

هذا دليل على قدرة الله - سبحانه وتعالى - ثم ما يجري في هذا الوقت من الحوادث والكوارث ومن المصائب ومن النعم ومن الخيرات ، ما يجري في هذا الوقت هذا من العبر ، وكذلك فإن الليل والنهار مجال للعمل الصالح قال تعالى : وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً أي يتعاقبان يخلف هذا هذا لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا وفي بعض القراءات : ( لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذْكُرَ ) .

فالليل والنهار كسب عظيم لمن استغلهما في طاعة الله - عز وجل - ومجال العمل هو الليل والنهار ، ما عندك غير الليل والنهار ، هما مجال العمل والكسب الطيب للدنيا والآخرة ، في الليل والنهار عبر وفوائد لذلك أقسم الله بالعصر .

ما هو جواب القسم ؟ هو قوله : ( إن الإنسان لفي خسر ) الإنسان جميع بني آدم لم يستثن أحدا لا الملوك ولا الرؤساء ، ولا الأغنياء ، ولا الفقراء ، ولا الأحرار ، ولا العبيد ، ولا الذكور ولا الإناث . فـ " أل " في الإنسان للاستغراق ، كل بني آدم في خسر ؛ أي في خسارة وهلاك إذا ضيعوا هذا الوقت الثمين ، واستعملوه في معصية الله ، وفيما يضرهم .

وهذا الوقت الذي هو رخيص عند كثير من الناس يطول عليهم الوقت يملون ويقولون : نريد قتل الوقت ، يأتون بالملهيات ، أو يسافرون للخارج لقضاء العطلة والوقت ، أو يضحكون ويمزحون لقطع الوقت ، فهؤلاء الذين قطعوه وضيعوه سيكون خسارة وندامة عليهم يوم القيامة ، وهو مصدر سعادتهم لو حافظوا عليه .

فجميع بني آدم في خسارة وهلاك إلا من اتصف بأربع صفات هي : العلم ، والعمل ، والدعوة إلى الله ، والصبر على الأذى .

فمن اتصف بهذه الصفات الأربع نجى من هذه الخسارة .

ولا يمكن الإيمان بالله إلا بالعلم الذي هو معرفة الله.

وعملوا الصالحات : أي عملوا الأعمال الصالحة من واجبات ومستحبات ، فاستغلوا وقتهم بعمل الصالحات بما يفيدهم في دينهم ودنياهم، حتى العمل للدنيا فيه خير وفيه أجر إذا قصد به الاستعانة على الطاعة ، فكيف بالعمل للآخرة ، المهم أنك لا تضيع الوقت بل تستعمله في شيء يفيدك وينفعك .

وتواصوا بالحق : أمروا بالمعروف ، ونهوا عن المنكر ، ودعوا إلى الله - عز وجل - وعلموا العلم النافع ، ونشروا العلم والخير في الناس أصبحوا دعاة إلى الله - عز وجل - .

وتواصوا بالصبر : صبروا على ما ينالهم ، والصبر في اللغة : الحبس ، والمراد به هنا : حبس النفس على طاعة الله ، وهو ثلاثة أنواع :

الأول : صبر على طاعة الله .

الثاني : صبر عن محارم الله .

الثالث : صبر على أقدار الله .

فالأول : صبر على طاعة الله ، لأن النفس تريد الكسل وتريد الراحة ، فلا بد أن يصبرها الإنسان على الطاعة وعلى الصلاة وعلى الصيام وعلى الجهاد في سبيل الله وإن كانت تكره هذه الأمور ، يصبرها ويحبسها على طاعة الله .

والثاني : صبر على محارم الله ، النفس تريد المحرمات والشهوات ، تميل إليها وتنزع إليها ، فلا بد أن يربطها ويحبسها عن المحرمات ، وهذا يحتاج إلى صبر ، وليس من السهل منع النفس عن الشهوات المحرمة ، من ليس عنده صبر فإن نفسه تتغلب عليه وتجنح إلى المحرمات .

الثالث : الصبر على أقدار الله المؤلمة : المصائب التي تصيب الإنسان من موت قريب ، أو ضياع مال ، أو مرض يصيب الإنسان ، لا بد أن يصبر على قضاء الله وقدره لا يجزع ولا يتسخط بل يحبس اللسان عن النياحة والتسخط ويحبس النفس عن الجزع ، ويحبس الجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب . هذا هو الصبر على المصائب .

أما المعائب فلا يصبر عليها بل يتوب إلى الله وينفر منها ؛ ولكن عند المصائب التي لا دخل لك فيها ، بل هي من الله - عز وجل - قدرها عليك ابتلاء وامتحانًا أو عقوبة لك على ذنوب فعلتها ، كما في قوله تعالى : وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ .

فإذا حصلت للمسلم مصيبة في نفسه أو ماله أو ولده أو قريبه أو أحد إخوانه من المسلمين فعليه بالصبر والاحتساب قال تعالى : الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ هذا هو الصبر ، ومن ذلك الصبر على الأذى في الدعوة إلى الله - عز وجل - فإن هذا من المصائب فعليك أن تصبر على ما تلقى من الأذى في سبيل الخير ، ولا تنثني عن فعل الخير ؛ لأن بعض الناس يريد فعل الخير لكن إذا واجهه شيء يكرهه قال : ليس من الواجب علي أن أدخل نفسي في هذه الأمور ، ثم يترك التعليم إن كان معلمًا ، يترك الدعوة إلى الله ، يترك الخطابة إن كان خطيب مسجد ، يترك إمامة المسجد ، يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، هذا لم يصبر على ما ناله من الأذى .

وإذا كنت مخطئًا عليك بالرجوع إلى الحق والصواب ، أما إن كنت على حق ولم تخطئ فعليك بالصبر والاحتساب واستشعر أن هذا في سبيل الله - عز وجل - وأنك مأجور عليه ، وتذكر ما حصل للأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - من الأذى وكيف صبروا وجاهدوا في سبيل الله حتى نصرهم الله - عز وجل - .

يتبع










رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:23

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc