كل القصائد التي وضعها الأخوان عارية عن الأوزان و لو كتبت كما يكتب النثر لكان أنسب فقد اطلعت على كثير من بياتها فلم أجد إلا شيئا يسيرا من الأبيات الموزونة و لعلها جاءت صدفة .... دون ميعاد ....
أول واجب على طالب الشعر تعلم الأوزان الخليلية التي وضعها الخليل بن أحمد الفراهيدي - رحمه الله تعالى - و هي خمسة عشر بحرا مما استقرأه من النظم العربي أشهرها : الطويل و البسيط و الكامل و الوافر و الخفيف و المديد و المتقارب و الهزج و غيرها ثم أضاف تلميذه الإمام الأخفش النحوي رحمه الله تعالى - بحرا آخر هو المتدارك - بفتح الراء- و تفعيلاته كما يلي : فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن ( 4 مرات ) و هو قليل الاستعمال ...و ينبغي الإلمام بالجوازات الشعرية بأنواعها حتى لا يقع الطالب المبتدئ ف المشكلة العويصة ألا و هي : عدم استقامة الوزن ا؟لأصلي على ما يختاره الناظم من المفردات ...
و بعد تعلم هذه الأوزان ينبغي التمرن و التمرس و التدريب على تقطيع القصائد و الأبيات و ليعتن الطالب بالشعر القديم ليستفيد من شيئين في مرة واحدة بإذن الله تعالى هما : حفظ الأوزان و الموسوعة اللفظية الأصيلة . و الله الموفق ...
ثم ينتقل فبل تجربته الشعرية إلى المطالعة و قراءة الشعر العربي الفصيح و ليكن اهتمامه أولا بالمطولات السبع لأنها أفضل ما قالت العرب و لأن العلماء اعتنوا برحها و بسط معانيها للطلبة و الباحثين ...
ذلك أن الاطلاع على تجارب القدامى يورث الملكة الشعرية و الحصيلة اللفظية و حسن الانتقاء ...
فإذا تم له ذلك - بإذن الله تعالى - فليبدأ بالتجربة الشخصية مختارا للمواضيع المطروقة سابقا ليتسنى له الرجوع عند كل ما يشكل عليه من المعاني و اختيار الألفاظ و ترتيب الأفكار و التنسيق بينها ....
و لا أتكلم عن الاستعداد العلمي الكافي في ناحيتي : النحو و الصرف فإن فاقد هذين الأصلين لا ينبغي له التجرؤ على حرم القصيدة و لا أن تخطر في باله ...
و ليعرض تجاربه على أهل الاختصاص من الأساتذة و الشعراء و ليكن صدره واسعا لما يلقونه من نقد أدبي : فالنقد هو عجلة الأدب من أهمله فلا خير فيه ...
و هكذا تتكون النفس الشاعرة و الروح الشعرية لدى الأديب أطورا فأطوارا ....و الله الموفق للصواب
أخوكم هلال بن عامر ....