بسم الله الرحمن الرحيم
وصل اللهم على سيد الخلق النبي المختارصلى الله عليه وسلم
اما بعد قفد بينت عقيدة اهل السن والجماعة اجمالا وهو مااثبته الائمة الكرام لكن لقد اشرت الى الحاكمية باللون الاحمر الا ان فيها تفصيل
وقد اخد الكثير بمجمل الالفاظ دون الرجوع الى شروحتها من عند اهل العلم فقد ضلوا ضلالا بعيدا وما فتنة الجزائر منك ببعيد حيث لووا اعناق الالفاظ على مايحملون من عطف وجهل فأدوا الجزائر الى الدمار ولولا لطف الله ثم جهود العلماء الربانيين كامثال الشيخ الالباني وابن الباز وابن العثيمين في فتاويهم المتكررة التي توضح معالم الحاكميةثم جمع الاخ الفاضل الشيخ عبد المالك رمضاني حفظه الله الفتاوى في الكتاب المشهور فتاوى العلماء الاكابر فيما اهدر من دماء في الجزائر توضح الخط الخاطئ الذي سلكه التكفريين وتلوية اعناق النصوص وعدم الرجوع الى اهل العلم . فكان لزاما الان علينا ان لانفهم المجمل بما نحمله من جهل بل نرجع تفصيله الى اهل العلم الاكابر
ومن بين هذه الاقوال الحاكمية التي تكلمت عنها دون تفصيل اهل العلم لان المسألة شائكة . ولهذا الجاهل يحمل الاجمال على غير حقيقته كحمل الخوارج الاية - وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ, الى الكفر المخرج من الملة وقد خالفهم ابن عباس تصريحا بقوله ليس الكفر الذي تذهبون اليه لكنه كفر دون كفر,
ولهذا يربع الانسان على اخوانه
ولقد نقلت فتوى للشيخ ابن الباز في هذا الموضوع والله الموفق
الحكم بغير ما أنزل الله
كثير من المسلمين يتساهلون في الحكم بغير شريعة الله، والبعض يعتقد أن ذلك التساهل لا يؤثر في تمسكه بالإسلام، والبعض الآخر يستحل الحكم بغير ما أنزل الله ولا يبالي بما يترتب على ذلك، فما هو الحق في ذلك؟
هذا فيه تفصيل: وهو أن يقال من حكم بغير ما أنزل وهو يعلم أنه يجب عليه الحكم بما أنزل الله، وأنه خالف الشرع ولكن استباح هذا الأمر ورأى أنه لا حرج عليه في ذلك، وأنه يجوز له أن يحكم بغير شريعة الله فهو كافر كفرا أكبر عند جميع العلماء، كالحكم بالقوانين الوضعية التي وضعها الرجال من النصارى أو اليهود أو غيرهم ممن زعم أنه يجوز الحكم بها، أو زعم أنها أفضل من حكم الله، أو زعم أنها تساوي حكم الله، وأن الإنسان مخير إن شاء حكم بالقرآن والسنة وإن شاء حكم بالقوانين الوضعية. من اعتقد هذا كفر بإجماع العلماء كما تقدم.
أما من حكم بغير ما أنزل الله لهوى أو لحظ عاجل وهو يعلم أنه عاص لله ولرسوله، وأنه فعل منكرا عظيما، وأن الواجب عليه الحكم بشرع الله فإنه لا يكفر بذلك الكفر الأكبر لكنه قد أتى منكرا عظيما ومعصية كبيرة وكفرا أصغر كما قال ذلك ابن عباس ومجاهد وغيرهما من أهل العلم، وقد ارتكب بذلك كفرا دون كفر وظلما دون ظلم، وفسقا دون فسق، وليس هو الكفر الأكبر، وهذا قول أهل السنة والجماعة، وقد قال الله سبحانه: وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ[1]، وقال تعالى: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ[2]، وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ[3]، وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ[4]، وقال عز وجل: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[5] وقال عز وجل: أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ[6] فحكم الله هو أحسن الأحكام، وهو الواجب الاتباع وبه صلاح الأمة وسعادتها في العاجل والآجل وصلاح العالم كله ولكن أكثر الخلق في غفلة عن هذا. والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] سورة المائدة من الآية 49.
[2] سورة المائدة من الآية 44.
[3] سورة المائدة من الآية 45.
[4] سورة المائدة من الآية 47.
[5] سورة النساء الآية 65.
[6] سورة المائدة الآية 50.