جزاك الله خير اختنا الفاضلة وزاد ما تكتبين للخير و الحقّ في ميزان حسناتك إن شاء الله
كنت كتبت الردّ اسلفه كموضوع و لم اقم بنشره بل وجدته يتناسب مع موضوع اختنا فسأضعه ههنا بارك الله فيك
إنّ المدافع عن الحقّ و الواقف في صفه لا خوفاً عليه و لا هم يحزنون ، و هو مثل الرقم في العملية الحسابية ،فمهما طال العدّ ولو بلغ العنان فإن النتيجة واحدة و منطقية لا خطأ و لا لبس فيها .
فكذلك الحق حين يتبع فمهما كانت المغالطات، و مهما كانت النتائج الغير مرضية و التي تنغص الحياة و مهما طال الزمن فنتيجة الحق في الأخير هي الحق طبعاً .
شيء بديهي حين تأخذ أي شيء ملموس فوق الكرة الأرضية و تريد ان ترجعه الى أصله فتجد أصله واحد لا ثانيا له .
حتى الافتراضي و الغير ملموس كالكلمة التي نجدها في الجملة
حتّى الملايين و المليارات لم تكن حين كانت صفراً ثم بدأت من واحد و صعدت
حتّى الكون بدأ من صفر و هو يتسع و يتسع و يتسع الى أن يصل إلى ما شاء الله ثم سيتقلص ليعود حيث كان فينعدم كما كان من عدم .
فما أريده ان يصل كل قارئ لهذه الكلمات هو أنه مهما تلاعبت بكم الكلمات ، و مهما بلغ الثراء و الموت و الحياة ، و مهما بلغت القوة و السطوة و الجبروت ، و مهما بلغ الظلم وسط الظلمات ، فإن الحقّ حقّ لا يعلى عليه و سيظهر فيصفع الباطل حتّى تحمرّ وجنتاه .
و حينها سيموت كلّ عنيد بعناده
و سيندمل كل متكبر بكبريائه
و سيموت كل مدحورا علماني بغبائه
و سيندم كل كافر بجهله
كما سيتصدع كل ظالم بظلمه
طبعا ليس في الدنيا ، لأن الدنيا دار الابتلاء ، و هم لا يعترفون بالبلوى و لا بالامتحان ، و يحسبون أنها دار السعادة كما حسبها الأولون بطون تلِذْ و ارض تبلع ، فيا للملحدين الأغبياء .
أناس يؤمنون بوجود الله و لا يؤمنون بما طلبه الأنبياء منهم لعبادته
و منهم من يعترفون بالصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و كل أركان الإسلام و قواعد الإيمان لكنهم سكارى ظالمين لأنفسهم و الناس من حولهم أجمعين و إذا سألتهم عن ركن مما ذكرنا قال حتى أكبر في السن أو حتى يهديني الله أو حتى يكتب الله لنا ذلك فيا لهم من منافقين على نهج العلمانية يسيرون .
منهم من نراهم في الجامعات مع البنين و البنات و يدّعون الإسلام و هو بريء منهم ، و إذا سألهم الكافر عن الأحوال ضحكوا حتّى بانت أضراسهم و إذا أحتكّ بهم السائر على نهج الحبيب قالوا عنه إرهابي كما سمعوا فيا لهم من حمقى ، و يا لهم من مجانين و غوغاء
منهم من تجده يفضل امرأة على رجل قصد ابتسامة جوفاء
و منهم من يبدل نعمة الإسلام بنعمة الكفر و هو لا يدري فإذا أخبرته قال لك لمن تنادي و إنك تريد ان ترغمني ، كأنه في عهد موسى النبي .
لمن تقرأ زابورك يا داوود
لكن بالرغم من كل هذا لا يموت أحد مما ذكرت أعلاه حتى يعرف الحقّ في الدنيا ، و منهم من يكون القطار قد فاته فيلقى الله على ما هو عليه و منهم من ركب مع الراكبين فنجاه الله مع الناجين إلى برّ الأمان .
بالحق سيضجر البعض مما أقول وموضوع اختنا بالذّات لأنهم سيفيقون ، و يقتلهم الغيظ و يودّون لو لم يقرؤوا حرفا أو حرفين فيخرجون مسرعين مهرولين فهؤلاء و هؤلاء هم المنبوذين عند الله و المرسلين و عباد الله الصالحين .
فالحقّ لابد ظاهر للعيان فيعلى في السماء حتّى نراه كالشمس و لن ترفع بصرك فيها حتى تضع الحائل و من وضعه رأى كل من حوله اسوداً الاّ الشمس بيضاء في السماء ساطعة
شكرا على الموضوع القيّم الذي يستاهل وقفة و تدبر