لن أنساك يا هند ... عجلت بالرحيل - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم الخـــواطر

قسم الخـــواطر قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء النّثريّة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لن أنساك يا هند ... عجلت بالرحيل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-03-02, 11:08   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مطر تشرين~
عضو محترف
 
الصورة الرمزية مطر تشرين~
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي






عادَتْ لِأمِّـها و لِــمَنار دُون مآل !~




منار بدأت تدرس ، و هندٌ رغمَ سنواتِها العَشر ..

إلا أنها لا تتوانى عن الإرشاد و التوجيه لأختها كأنها بنت العشرين !







في اليوم التالي .. لملمت هندُ مناديلها و لملمت نفسَها لِـــتعيد الروتين ْ~

إلى السوق حيث وجدت الفتى يزن كأنه ينتظر منذ زمن طويل

تقدم منها و كأنه لا يعرفها


*
*
*

ماذا تريد يا صاحب الظل الطويل ؟


*
*

أريد ثلاثة مناديل


اشترى المناديل دون حاجته لها

/
/
/

في الحقيقة هند تبغي علاجا عاجلا من غير تأجيل

حاول يزن التقرب و معرفة قصتها بدافع الفضول

لكنها رفضت الإفصاح و دافعها كرامتها العصية عن التذليل


و أكثر ما يثير دهشته : لماذا لا تدرس هند مثل الأطفال ؟



عهد يزن أن يأتي كل يوم ليرى هندا و تلك السلال

و أخذ يشتري و يشتري.. دون حاجته لأن يشتري

و مع كل مرة يتقدم بسؤال

و هي حينا تجيب و حينا تسكت..فيعرف الجواب من لسان الحال








عرف أن تلك الفتاة فقيرة .. و لها طموحات و آمال




مولعة بالدراسة و لا تعرف من الحروف سوى : الهاء و النون و الدال

لا عجزها و لا مرضها يمنعها عن الاشتغال

فهمتها قمة تلك الجبال


/
/
/
/

حار فيها الفتى و ندم على السخرية و الإهمال

و راح يعلمها في كل يوم حرفا لتطرد الجهل

و قرر تقديم المساعدة في الحال




لكن .. لا عزة نفسها تسمح.و لا كبرياؤها يقبل المال

عرض عليها أن تطرز له منديلا مزخرفا يحمل اسمه مقابل مبلغ ظخم من المال
*
*
*


/
/
/





عادت الصغيرة و كلها فرحة امتزجت بأشجان


عاودها المرض .. و اشتد في ليلة لفتها الأحزان






انقطعت عن الميعاد و لم تعد بأي منديل

انتظرها يزن.. و أخذ يسأل عنها من آن إلى آن

سأل عن منزلها الذي لم تكن لتخبره بالمكاااااان

مرت أيام و أيام قاربت الشهر من الزمان

//

بها انشغل البال
/
/
/



هند ... بربك أين أنت ؟ هل لنا بوصال؟

افتقدتك .. تقطعت فينا الأوصال

لم يعد بالإمكان الاحتمال

منك تعلمت قهر المحال

عشقت المستحيل في همتك

لا زال طيفك يملأ كل مجال


هند ... أين اختفيت ؟ أنا صاحب الظل الطويل

أرقب عودتك .. لم أعد أريد المنديل

*
*
*

لم يجب أحد يزن

و لا زال في السؤال .. حتى دله أطفال على بيت هند على أطراف المدينة..

نعم .. في ذلك الكوخ تعيش المسكينة







وجد سيدة فسألها : أين هند يا أم هند

قالت و العبرات تخنقها : من أنت يا هذا ؟ هل أنت عدو شامت؟

ال أنا اسمي يزن .. و هند تعرفني // فصاحت

ثم سكتت الخالة أم هند .. و دخلت كأنها تذكرت شيئا من زمن فائت



و عادت تحمل منديلا زخرفته هند بالأزهار. تماما كما اشترط يزن

و قالت بصوت متقطع :
هند مااااااااااااااااااااااااااااااااتت


نعم



ماتت في ليلة شتاء باردة و قد رفعت الأنين

ماتت و هي توصيني بقلب حزين




هذا منديل تعبت في صنعه فأبعديه عن أعين الناظرين

و أعطه لمن اسمه يزن .. و هو صاحب ظل طويل


/
/
/
/

أصابت يزن صاعقة و أسعفته بالبكاء مرارة الأحزان :::



هند ..لماذا أخلفت وعدك؟؟؟


لم يبق معه سوى صندوق ذكريات مليء بالمناديل

آخرها منديل كتبت فيه : شكرا يا يزن ... لن أنساااااك

نعم .. كتبتها قبل موتها بقليل

تعلمت الحروف قبل موتها .. علمها ذاك النبيل

طموحها اجتاز زمانها فسبقت و عجلت الزمان بالرحيل


يزن .. خبأ ذلك المنديل

و دس معه ذاك الهدف النبيل

و تلك القصة الحزينة



/
/
/



مات هند في ليلة شتاء مليئة بالأمطار

كأن السماء بكتها و رثتها ساعة الاحتضار


لم تمت حكايتها .. و بكى يزن بكاءا حاااار

بكى لأنها لن تنساه ..

لكنه نسي أن يقول لها : لن أنساك يا زهرة الصبار


سماها كذلك لأنها علمته الصبر و ماتت في ليلة الأمطار


و منذ ذلك اليوم الثقيل

و يزن يردد :

لن أنساكـِ يا هندْ~... عجلتِ بالرحيل



*
*
*
*

و أسدل الستار

يا إخوة يا كرام

عن قصة بائعة المناديل

أنتظر رأيكم و توجيهاتكم

لا حرمنا المولى منكم

تحيااااااااات :


خواطر مبتدئة









 


رد مع اقتباس
قديم 2011-03-06, 18:11   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لك وسلمت يمينك علام خطت واجادت
قصة في قمة الروعة
تمنتيت لو كنت أديبا
لوضعت لها دراسة نقدية شكرا لك خولة










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أنساك, بالرحيل, عجلة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:06

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc