هذا الفيديوا يحكي في مجمله عن الفتنة التي حدثت في منطقة غرداية وتورط هذا الصحفي في خلق الفتنة و الترويج لها والذي فضحه الصحفي الآخر المدعو خبابة ليس خيرا منه على كل فكلاهما يعيش في بريطانيا ويدعي أنه فار من الجزائر ويمارس المعارضة من الخارج على غرار بقية المعارضة العربية ... لكننا كجزائريين نرى بأعيننا معارضين يرفعون شعارات بإسقاط النظام في ساحة أول ماي ونرى معارضا بحجم علي بلحاج أو مثلا أبريكا أو حتى سعدي يعيشون في الجزائر وحتى معارضين أشد خطورة كالإرهابيين التائبين و أمراء الموت يعيشون هنا بيننا ولا توجد أي خطورة على حياتهم أو ما يجعلهم يضطرون للفرار للخارج للمعارضة ... ولعل تصريحات العميل السابق للمخابرات المغربية والبريطانية المدعو أنور مالك تلقي بعض الضوء عن ماهية المعارضة المتواجدة في بريطانيا وما هو دورها ولما لا يأتون للجزائر ليعارضوا من الداخل فلا يمكن أن يكونو أكثر تطرفا أو خطرا على السلطة ممن ذكرناهم و هم أصلا ولا واحد يسمع بهم من قبل على الساحة السياسية الداخلية و إنما شهرتهم صنعتها القنوات البريطانية
حقيقة أختي فكل الجزائريين باتوا يبغون التغيير لا سيما الشباب منهم على الأقل تبلورت وترسخت هته الفكرة أكثر بعد ما أطلق عليه بثورتي مصر وتونس .. و لكن هناك من كان دائما ومنذ وقت طويل يدعوا للتغيير في الجزائر لأن السياسات الحالية كما هو واضح لم تعد تجدي .. والتغيير المنشود أختي هو تغيير للأفضل وليس مجرد التغيير للتغيير كما حصل في مصر أو تغيير ما هو سيئ بما هو أسوأ كما في حالات أخرى من ضمنها التغيير الذي عشناه سنة 1988 ... وبما أننا عشنا ثورة شبابية من قبل وراكمنا خبرة من عايش لا من سمع أو شاهد عبر الشاشات فإننا نعرف جيدا الخطورة التي سيقدم عليها الشباب الذي ينادي بإسقاط النظام دون وعي أو فهم و إنما لمجرد التقليد وتأثرا بالترويج البراق و الإشهار الكبير للثورات الذي تقوم به الجزيرة لأهداف مشبوهة ... كيف هي الخطورة و فيما تكمن؟؟؟ إن الذين يقودون الثورات هم أصحاب فكرة ورسالة فمخطئ من يعتقد أن الثورة هي المسيرة أو الإعتصام أو إسقاط النظام أو ضرب الشرطة و إحراق المقرات العمومية فكل هته المضاهر هي وسيلة من وسائل تمكين الثورة فقط فالثورة تبدأ بعد إسقاط النظام و وضع النظام الثوري البديل الذي قامت الثورة من أجله ولنأخذ مثالا من ثورتينا لأن الجزائريين لا يحتاجون أمثلة في الثورات من الخارج ونبدأ بالثورة التحريرة الكبرى التي بدأت بإصدار بيان أول نوفمبر الذي بين أهداف الثورة و مالذي تريد بناءه هته الثورة (وليس مالذي تريد تهديمه) فألتف الشعب الجزائري حول هته الفكرة وهي بناء دولة جزائرية ديموقراطية شعبية تحكمها المبادئ الإسلامية .. و الثورة الثانية التي بدأت من نفس مطالب الشباب اليوم سنة 1988 إلتقفها الإسلاميون الذين كان لهم برنامجا مهيئا من قبل وهو إقامة دولة إسلامية في الجزائر وكذلك إلتف حولها الشعب و النتيجة كما نعلم جميعا ... و الآن نأتي للثورة التي يدعوا إليها اليوم شباب النت ما هي رسالتها مالذي يريدون أن يفعلوه بالجزائر وبنا ... الإجابة نريد إسقاط النظام وسيسقط النظام أحب من أحب وكره من كره وكلام من هذا السياق لا ينبئ بخير لأن رسالة الثورة غير واضحة خاصة أن الذين يدعون لها يضعون مطالبا غريبة وخطيرة في نفس الوقت كمن يقول نقوم بحل كل الأحزاب السياسية ونعاقب رؤساءهم و نقوم بمحاسبة قيادات الجيش و نقوم بمحاسبة الوزراء و بعض الجمعيات ...يعني ببساطة كل شخصية جزائرية سواء في السلطة أو في المعارضة سيتم إبعادها ومحاسبتها ... ونحن نعرف الجزائريين في العناد فكأنني أرى النظام قد سقط والتلفزيون يعلن أن السلطة إنتقلت للجيش فيزيد إشتعال الثورة لأن الشعب لا يثق في الجيش فيقرر تشكيل لجنة إنقاد وطنية من شخصيات حزبية ووطنية فتزيد الثورة إشتعالا تحت شعار لا نريد أن تسرق منا ثورتنا لأن كل الشخصيات السياسية الجزائرية هي ضمن القوائم المغضوب عليها وستدخل البلاد في حيص بيص جديد وشغور قانوني ودستوري لأن الذين يدعون للثورة لا يعرفون أين يتجهون إلا إذا إتغقنا أن نشكل وزارة من شباب الفيسبوك المراهق ... أو قمنا بدعوة معارضة لندن وباريس التي قامت بوضع قوائم المغضوب عليهم لتحكمنا
كرهنا من الفساد طبعا كما قلت أختي كرهنا من الفساد كل الشعب كره من الفساد ونحن من ضحايا الفساد لكن الفساد يحتاج إصلاحا و يحتاج مراقبة ويحتاج إستقرارا لأن من أكبر أسباب الفساد في الجزائر هي حالة الفوضى والحرب التي عشناها وهذا أمر بديهي وطبيعي فبعد كل الثورات أقول كلها تظهر مرحلة مثل التي نعيشها خاصة مع الوفرة المالية و إنتقالنا من النظام الإشتراكي إلى النظام الليبرالي تقريبا كلها عوامل تدفع لضهور الفساد لكن أمر معالجته لا يتطلب ثورة تقلب نظام الحكم وتدخلنا في متاهات جديدة تعمل على إعادتنا لنقطة الصفر و إنما ما تحتاجه المرحلة هو الإستقرار السياسي مع تشديد الرقابة و الضغط على السلطات كما هو حاصل الآن ... وهناك العديد من الدول عاشت فسادا أكثر مما عشناه بسبب نفس الظروف و إستطاعت أن تقضي عليه ولنا في روسيا مثالا أو إيطاليا لحد ما ... أنا أعتقد أن المرحلة التي تمر بها بلادنا لاتتحمل مزيدا من الثورات و إراقة الدماء بقدر ما تحتاج إصلاحيين يحملون شعار القضاء على الفساد (مثل بوتين) يدفع بهم الشعب إلى السلطة عبر الإنتخابات لا عبر الإنقلابات الثورية التي ستدفع بالمقامرين للسلطة