كل واحد وظروفه أخي الكريم، وبحسب الظروف التي جعلته يغترب كذلك، أي أن هناك من اختار الغربة عن محض ارادة وهناك من وجد نفسه مجبرا عليها ، فلم تكن أمامه خيارات أخرى، ومن النماذج التي صادفتها في حياتي أن
هناك من اغترب من أجل لقمة العيش وهم كثيرون، فقد خلّفوا وراءهم أسرا وعائلات تنتظر من يعولها.
وهناك من اغترب من أجل العلاج
وهناك من اغترب من أجل الدراسة
وهناك من اغترب من أجل نشر الدين، كبعض من ينتسبون لجماعة الدعوة والتبليغ
وهناك من اغترب من أجل افتتانه بالحضارة الغربية
وهناك من اغترّ بمظاهر بعض المهاجرين (زماﭭـــره) فاغترب
وهناك من اغترب هروبا من مضايقات النظام من أمثال الذين كانوا ينتمون للجبهة الاسلامية للانقاذ
وهناك من اغترب خوفا من سلسلة الاعتقالات التي شنّها النظام في بدايات العشرية السوداء ضد خطباء وأئمة المساجد
وهناك من اغترب خوفا من القتل والتنكيل به، أيام العشرية السوداء، لاسيما الذين كانوا يعملون في سلك الأمن
وهناك من كتب الله لها أن تتزوج من مغترب، فاغتربت
هذه أهم الحالات التي صادفتها في طريقي، البعض منهم يعيش في أحسن حال والبعض يعيش في أسوء الأحوال. وهذا متوقف على توفيق الله عزوجل ، فالرزق بيده وحده ويقسم الأرزاق كيف يشاء، كما هو متوقف على شخصية الفرد المغترب من حيث التدين ونمط التفكير ورؤية الأمور، فكل له وجهة نظر
فهناك من يسّر الله له الحصول على بطاقة الاقامة، فهذا بامكانه أن يعمل ويستفيد من العلاج المجاني ومن المساعدات التي تقدم في ايجار البيت، .... أي كل الحقوق المتعارف عليها. كما يستطيع أن يزور هله في بلاده الأصلية. أما إذا لم يتمكن من الحصول على بطاقة الاقامة فلن يستفيد شيئا اللهم إلا العمل في الخفاء.
وهناك من يكابدون لوعة الفراق وتشتعل بين جوانحهم نيران الشوق لذويهم وآهاليهم ولكن المنفى حال دون ذلك
وهناك قصص وروايات تسمعها من ألسنة أصحابها عن سبب اغترابهم، وعن يومياتهم في الغربة ينعى لها الجبين.
والله وحده أدرى وأعلم بعباده