السلام عليكم
ما أجمل العفو عند المقدرة، وما أجمل الحِلْم والصَّفْح بدلاً من الغضب والثأر! إنَّ إيذاء أو مقاتلة أولئك الجهَّال لم يَطيش له حِلْم رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأنَّ الشُّقََّة بعيدةٌ بين رجل اصطفاه الله رسولاً خاتمًا وبين قوم سفَّهوا أنفسهم وتهاووا على عبادة الأصنام.
إنَّها جاهليةٌ عالج رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - مَحْوَها، كانت تقوم على نوعَيْن من الجهالة: جهالة ضدّ العلم وأخرى ضدّ الحِلْم، فأمَّا الأولى: فتقطيع ظلامها يتمُّ بأنواع المعرفة وفنون الإرشاد، وأمَّا الأخرى: فكفُّ ظُلْمُها يعتمد على كَبْح الهوى ومنع الفساد والجهل الذي كان العرب يفتخرون بأنَّهم يلقونه بجهلٍ أشدّ.
أَلا لا يَجْهَلَنَّ أَحَدٌ عَلَيْنَا فَنَجْهَلُ فَوْقَ جَهْلِ الْجَاهِلِينَا
فجاء الإسلام يكفكف من هذا النزوات، ويقيم أركان المجتمع على الفضل، فإن تعذَّر فالعدل، ولن تتحقَّق هذه الغاية إلا إذا هَيْمَن العقل الرَّاشد على غريزة الجهل والغضب.
بارك الله فيك يا اخي على الموضوع المميز.