السلام عليكم
العـــزلـــة
دوْمـــاً فـي الْــجـَـبــلِ،
في ظِــلِّ ،
سِـنْــديــانٍ عَــجــوزٍ،
عِـنْـدَ غــروبِ الـشَّـمْس،
أجْــلِـسُ:
أنْــقُــلُ،
بلا جدوى عيني عبر السَّــهْــلِ،
حيْــثُ المــشْــهَــدُ المتغير يدورُ تحت أرجلِي.
هـُنــا، يَــصْـخَـبُ الـنَّــهْــرُ بـِـأمواجِهِ الْـمـُزْبـِـدة؛
يسْــعى موغِــلاً في حالكٍ مَــجْــهول؛
هُـنـا، الْـبُــحَـيـْرةُ الْــجــامِــدهْ
تـُـغـَـطّي مِــيـاهَــهــا الــنـَّـائِــمــهْ
إذ، نَـجـْـمـةُ الْــمسـاءِ تـَـنْــهضُ في أفقٍ لازورْدي.
هُنا، في قِمّـةِ الْجِبَالِ الْمُـتوّجةِ بـِأشْجارٍ قاتمه،
مـازالَ الْــغـُـروبُ يُــلْــقي الشعاعَ الأخِــيــر؛
وَمَــرْكبُ الضّـبــابِ، لِــملِكةِ الـظـِّـلالِ
يَـصْـعـدُ، ويُـبَـيِّــضُ سـالِـفــاً جـَـوانِــبَ الأفُـقِ.
فـي ذاتِ اللحظة، يُــرْسِــلُ السّـهْمُ الْـفَـنِّي،
نَغَـمًا صُـوفيا يـَنْسـَكِبُ فـي الأجْــواءِ.
اَلْــمسافرُ يتوقفُ إذِ الناقوسُ البّــرِّيُّ
يـمْــزجُ ِ ضـجيجِ آخــر النَّـهارِ بأنـْغامٍ قُدْسيَّه.
لَـٰٰكنْ، هذه المشاهدُ الـنـّاعِـمـه،
عنها روحي غائبه… غريبه
بِلا حِسٍّ، بلا نشوة، بلا انفعال؛
أرقُـبُ الأرض كظِلِّ تــائــهٍ
"شـمْـسُ الأحْـياءِ لَــنْ تُــدْفِــئَ الأمْــواتْ "
مِـنْ ربْــوهْ … لِــربْــوهْ…ضــائعُ الـنـَّـظـْرهْ
مِـنْ جـَـنوبٍ إلــى ريــاحِ الشـَّـمــالِ،
مـِـنْ شـُـروقٍ إلــى زوال،
أجولُ الْـقِمـَمِ الشّـامِـخـة الْـمَـديـدهْ كـُـلـُّـهــا،
ثــُـمَّ أقـــولُ:
" لا مَــكـَـان يَـنْـتــَظـِـرُنــِي فيهِ ســعْــدْ " .
بـِـماذا تـنْـفـعُـنـِي :
هذه الــوِِديــان،
هذه الـقـُصـور،
هــذه الأكْــواخ،
كُــلٌّ شيءٍ، تـلاشى سِحـْرُهُ عــنـي ،بــاطِــلُ؟
يــا أنْــتُــمْ:
يــا أنـْـهارُ،
يـــا صخــورُ،
يـَــا غـَـابــاتُ،
يــا اغـْـتِــرابــاتٌ جـِـدُّ غــالِـــيَّـــه،
هـُـوَ شـَـخـْصٌ وَحـيــدٌ مَـفْـقــودٌ فيكمْ،
إذاً كـُـلُّـكُـمْ مُـقـْـفـَرٌ هَــبــــاءْ!
لـوْ تدورُ الشمسُ، مِنَ الْبـدْءِ إلى الــفـنــاء
بـِـعَـيْــنِ لامبالية سَـأتابع دورتــهــا؛
لِـسـمـاءٍ حالكة أو صــافـية، غاربة أو طالعهْ،
لا يهمُّ شروق الشمسِ؟
" لا أنـْـتــظــرُ شـيْــئــاً مِـنَ الأيـّــامْ ".
لــمَّــا أتــابعــها في جهدها الرحيب
أعْـيُــنــي مــا تــرى غَـيْـرَ الفــراغِ والـفَـلَــواتْ:
لا أشـْـتـَـهي شَـيـْـئــاً مِــمـّـا تـُـشْـرِقْ؛
ولا أسْــألُ الــكـَـوْنَ الْــكـبــيـرَ شَـيـْـىءً.
لاكـِنْ ـ رُبـَّـما ـ خــارِجَ سـُـلْــطـانِــهــا،
هُـنــاكَ، حَيْــثُ الـشَّـمْـسُ الأصْـلـِيّـة قـدْ تـُضيءُ
سَــمــواتٍ أخـْــرى،
ولـَـوْ…لوْ أتـْـرُكُ جـُـثَّـتي في الأرضِ،
كـلُّ مَا حَـلَمْتُ بـهِ كثيرا سَيَـتراءى لأعْـيُـني حتما!
هنا،سـأسكـرُ مِــنْ نـَـبْــعِ إلْــهــامي؛
هُــنــا أجـِـدُنــِي والأمــَـلُ والْــحـُـبُّ،
وهذا الجميل المثالي، هو كل ما تشتهي روحي،
وليْسَ له اسمٌ في مَــثـْـوى هذه الأرْض!
و إذْ يَـتـَعـذرُ ركوبُ عربةِ الْـفَــجـْـرِ،
سََـرابُ أمـْـنِــياتــي، سيَــقْـذِفُــني حيثُ أنْــت!
في أرض المـنْـفى لمَ البقـاءُ أكــثــر؟
لا مُـشـْـتـَرَك بَـيْـنِي وبـَيْـنَ الأرض!
هُـنـالِك ورقةُ الغابات تسقُطُ في البراري،
ريحُ الْمَساءِ تـَنـْهـَضُ وتنْــزِعـُـها مِنَ الْـوِِهـاد*؛
كـما الْـوَرقـَةِ الذابِــلــه، أنــــا:
خـُذيِـنى مِـثـْلـهـا، يــا رياح َالشـمــالِ الـعاصفات!
لامرتين