السلام عليكم و رحمة الله
كما ذكر الاخوة العلمانية نشأت في فترة هيمنة الكنيسة على المجتمع الاوروبي و احتكارها للسلطة و من ولاها. فثارت على الاستبداد و الطغيان البابوي و الاقطاعيين. فهي ليست بالضرورة معادية للدين و أحكامه بل معادية لاحتكار زمرة من الناس للدين و السلطة.
و هذا المشكل لم يكن مطروح عند المسلمين فالدولة كانت دائما مدنية فمنذ القرون الأولى من عهد الأمويين و العباسيين كان الخلفاء و الولاة يسيرون شؤون الأمة و الأئمة و العلماء في منابرهم يرشدون الناس و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر للحكام و المحكومين على حد السواء.
و لكن و بسبب الاستعمار و تقليد الغرب دخل على بلداننا هذا الصراع و هذه الأفكار بدأ من أتا ترك إلى باقي الدول و تبنوا أفكار العلمانية المعادية للدين فعطلوا الأحكام و الحدود الاسلامية. و هذه حقيقة لا يمكن انكارها فأغلب العلمانيين العرب معادين للدين رغم أنه ليس الأصل فيها.
و مقابل هذه الأفكار نشأت تيارات اسلامية مثل الاخوان و باقي الأحزاب الاسلامية التي تستغل الدين و تحتكره بشكل أو بآخر للوصول إلى السلطة . فتجد هذه الأحزاب تلعب دائما على و تر الدين لدغدغة مشاعر الناس و منهم من يصرح علنا أن من خالفه فقد خالف الاسلام و من ليس معهم فهو معاد للدين و من لم ينتخبهم فسيحاسبه الله و مصيره النار. فبالتالي في محاولتهم لصد العلمانيين احتكروا الدين ووظفوه لخدمة السياسة عن قصد أو عن غير قصد.
فالإسلام ليس حكرا على أحد فتسمية هذه الاحزاب اسلامية يعني أن غيرها ليس مسلما و من جهة ثانية تحزب هذه الجماعات مع تبنيهم لإديولوجيات معينة و توجهات دينية محددة يجعل منه تحزبا دينيا و هذا حرام ف الاسلام لكل المسلمين لا يوجد اسلام الاخوان و اسلام الفيس و اسلام حماس و هكذا بل لا يود اسلام جزائري و اسلام سعودي و مصري...... و يحق لكل داعية مهما كان بلده ان يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر فمثلا اباحة الخمر في الجزائر هي قضية كل الأئمة و الدعاة و ليست حكرا على أحد.
و تيار ثالث يعارض الاثنين, يعارض العلمانيين و يعارض الأحزاب الاسلامية و يحرم التحزب و هم الحنابلة الجدد أو ما يسمون أنفسهم السلفية فعندهم
الأحزاب حرام
الديموقراطية حرام
الانتخابات حرام
المظاهرات حرام
الخروج على الحاكم حرام ( إلا طائفة التكفريين الذين لايختلفون عن الخوارج إن لم يكونوا أسوأ منهم)
فبالتالي لا مزحزح لآل سعود إلا رب العالمين و الدعوات ( و إن كنت أرى أن السعودية أفضل من غيرها من الدول العربية) فما سبل التغيير الله أعلم. طبعا الدعوة و الدعاء و انتظار الفرج من السماء.
فأرى أن الحل الأمثل هو فصل الأحزاب عن الدين . أي نظام ديموقراطي ( أو نظام شورى إن شأتم)
بأحزاب مدنية تصب كل اهتمامها على المشاكل الواقعية للناس و اهتماماتهم و التنافس بينهم ببرامج تنموية و اقتصادية و .. .
و ترك الجانب الدعوي للأئمة و العلماء الذين من واجبهم تنظيم أنفسهم في إيطار دعوي بعيدا عن السياسة للمطالبة بتطبيق الحدود و الأحكام الاسلامية .
و الله أعلم