أخي الكريم ، يقول إمامنا مالك إمام دار الهجرة : كل يُؤخذ منه و يُرد إلا صاحب هذا القبر .
على كل مسلم أن لا يتعصب للأشخاص بل للدليل ، و بإمكانك الرجوع إلى كتاب قواعد التحديث لجمال الدين القاسمي ( السوري ) فقد قرأت له كلاما جميلا ، و أظنه تطرق إلى هذه المسألة في ثمرات الحديث الصحيح .
و يا أخي الكريم هل أنا أو أنت من يحكم على فتوى ابن عُثيمين ، أنت نقلت فتوى ابن عُثيمين و تريدني أن أُعطيك رأيي على ضوء ما حدث في تونس ، أرجو منك أن تقرأ كلامي التالي جيدا ؛
في أوائل التسعينان خرج خلق كثير من الشباب الجزائري و قاموا بمظاهرات دامت أياما بساحة الشهداء بالعاصمة ، كانت مظاهرة سلمية لا عُنف فيها ، لكن لما طالت و ضاق المسؤولون بهؤلاء الشباب ذرعا ، مذا حصل ؟
خرج الجيش ( لي بارا ) إلى هؤلاء المتظاهرين العُزل و أبادوهم بالسلاح ، مات من مات و نجى من نجى .
أخبرني أخي الكريم ؛ مذا جنى هؤلاء الشباب من تظاهرهم ؟
و السؤال الذي طرحته علي أُعيد طرحه عليك ؛ أخبرني برأيك في فتوى ابن عُثيمين على ضوء هذه الحادثة التي وقعت في بلدنا ؟
أنت تريد أن تصل إلى أن الشيخ ابن عُثيمين أخطأ في فتواه مستدلا بأحداث تونس ، و هذه الأحداث العارضة ليست مقياسا على صحة الفتاوى ، فقد آتيك أنا بأحداث مأساوية في بلدنا و في تركيا و غيرها من الدول أين كانت المظاهرات وبالا على الشعوب ، و أستدل لك بهذه الحوادث على صحة فتوى الشيخ .
يا أخي الكريم حتى الشعب التونسي لم يكن يتوقع أن تظاهره هذا تكون نتائجه إقاله الرئيس ، فبن علي قبل إقالته أمر قائد الجيش بإطلاق الرصاص على التظاهرين ، لكن قائد الجيش أبى فعزله بن علي و بعدها كان ما كان ، لو امتثل قائد الجيش لأمر بن علي ، كيف كان سيكون مصير المتظاهرين ؟ ؟ و هل ستطلب أنت مني حينها أن أسقط فتوى الشيخ ابن عثيمين على أحداث تونس ؟
يا أخي خبايا السياسة لا يعلمها لا أنا و لا أنت و لا الشعب التونسي ، ما لنا إلا أن ندعو لهم بظهر الغيب .
الحجاب ممنوع في تركيا منذ أمد ، مذا كان مصير من تظاهروا و تظاهرن في أواخر التسعينات ( 1998 ) ؟
أرجو أن تكون قد فهمت فكرتي التي أردت إيصالها إليك ، و لك أن تحكم بعد ذلك على فتوى الشيخ ابن عُثيمين .
لما خرج كثير من الشباب الجزائريين على الحكومة في بداية العشرية السوداء ، أفتى الشيخ الالباني و ابن عُثيمين و غيرهما من العلماء الربانيين بعدم جواز الخروج على الحاكم ، و حتى علي بلحاج تناقش مع الشيخ الألباني الذي نصحه بالعدول عن فكرة الخروج على الحاكم و حاول إقناعه بالأدلة ، لكن ذاك المخلوق ركب رأسه و سمع لفتاوى أشباه العلماء ، فكان ما كان في الجزائر ، و كما قيل : العالم يعلم الفتنة قبل أن تقع ، و الجاهل لا يعلمها إلا بعدما تقع ، مذا جنى الخارجون على الحكومة في التسعينات ؟ ؟ لو اتبعوا كلام الألباني و ابن عثيمين و لم يخرجوا على الحاكم ، كيف كان سيكون حال الجزائر اليوم ؟ ؟