السلام عليكم .
والصراحة اقول .
قد يكون الاحتجاج والمعارضة والانتفاظة حق من حقول المواطن بل وسيلة هامة وحضارية .تدل على وجود حياة في بلد ما وحراك سياسي واجتماعي فاعل نظام يحافظ على التوازن في كل الجوانب وشعب يدافع على مصالحه ويحافظ على مكتسباته بطرق ديمقراطية حرة ونظامية محفوظة .
و المالوف عندنا خاصة وفي دول العالم الثالث عموما هو الاحتجاج التخريبي واندلاع العنف دون سابق انذار وبطبيعة الحال تجابه بالعنف المضاد من طرف السلطة .
عكس ما يحدث في دول العام المتقدم حيث تعلن الاحتجاجات مسبقا من طرف هيئات ومنظمات وجمعيات يشارك فيها شخصيات فاعلة ومنتخبون ومواطنون يتم التحضير لها مسبقا والتنظيم في جو ديمقراطي سليم . يحمل المحتجون شعارات وطلبات محددة وواضحة تتابع من الجميع الى ان يتم تنفيذها .
تعال معي وطل على شوارعنا وعلى احتجاجاتنا تخريب الانارة واجهزة الهاتف العمومي كسر محلات وواجهات التهجم على مراكز الامن ومؤسسات وسيارات وممتلكات خاصة وعامة .لا دعم لا مساندة جميع الفعاليات والمنظمات والاحزاب قاعدة وراء شاشات التلفاز يشاهدون الجزيرة او القنوات الفرنسية تحلل اوضاعهم وتسير الاحتجاج سياسيا وفق ما يرونه هم من هناك .مطالب عامة غير محددة وعشوائية كل شخص له مطالب خاصة شخص خرج من اجل السكنةواخر على البطالة والاخر على غلاء الاسعار واخرون خرجو للسرقة والنهب واختلط الحابل بالنابل في شبه فوضى تراكمية وانفلات للاوضاع لا يحمد عقباها .
الان تقلي ننظم احتجاج منظم ومدعوم وسلمي .التجربة وقفنا عليها ايام احتجاجات الاطباء الطبقة المثقفة والواعية والتي تعتبر نموذج وراينا كيف تعامل النظام مع هذا النموذج بالعصي والهروات .
اذا المعادلة متوازية العنف متبادل والاكراه على العنف موجود .هل تنظيم احتجاجات سلمية يعد تهديدا للامن والاستقرار .لما تمنع السلطات ذلك وتكمم الافواه وتمارس سياسة اضربو يعرف مضربو .
الانفجار ياتي من الضغط هذا معروف وما نراه الان ليس احتجاج بل هو انفجار شعبي كان متوقعا بعد تراكمات كبيرة وكثيرة كان الضحية فيها والاساس دوما المواطن البسيط .هذا المواطن البيط وجد نفسه لوحده وسط العاصفة والخالوطة السياسية حيث لا احزاب ترعاه ولا منتخبون يوفون بوعود ولا مؤسسات تسهل عمله ومصالحه اليومية لا تسهيلات مالية وتخقيضت وتحسينات في المستوى المعيشي .لا شيء مما يتمتع به المواطن الغربي المتقدم حيث كل شيء مصان وله كلمة وله مكانة محترمة وقانون يحميه .
باختصر لا نقارن الفرد الجزائري بالفرد الاجنبي وكذا لا نقارن طرق الاحتجاج لديهم بالتي لدينا ولا نقارن تشريعاتهم وقوانينهم ونظامهم بما لدينا على طول الخط .
اذا فالمعاملة بالمثل وهذا ما يحدث الان اخي الكريم في الشارع حيث المواطن يرعى مصالحه بطريقته الخاصة لان الكل تخلى عنه في وقت الشدة حتى ذلك النائب البرلماني صاحب الملايين والعيش الرغيد الذي خرج من الغرقة ونسي من تركهم فيها الذين حملوه ليبلغ ذلك المنصب .
هذه طببيعة الاحتجاجات في العالم الثالث مادام المعاملة بالمثل فلا نظام حكيم وعادل ولا شعب مصان ومحفوظ الحقوق .
دمتم بود .