حياك الله أخي السوفي البربري
يقول رسولنا الكريم : ( لا حسد إلا في اثنتين ) ، و هما العلم ـ و في رواية القرآن ـ و المال ، و الحسد بمعنى الغبطة ، يحسد صاحب المال لأنه يريد أن يتصدق مثله ، أما أن يحسده لأنه يريد أن يتباهى و يعصي الله به فهذا حسد مذموم .
الهوية الخليجية . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. الهوية المغاربية
لنعمل مقارنة
لكي نحكم على شخص ما هي هويته ، ما هو دينه ، و ما هي بلده ، مذا نفعل ؟
الجواب : ننظر إلى لباسه ، فمن لباسه نعرف هذه الأمور .
يا ترى ، كيف هو لباس الخليجيين اليوم ؟
الجواب :
الخليجيون اليوم لا يزالون متشبثين بلباسهم التقليدي ، و هو اللباس الرسمي في كل الدول الخليجية ، سواء بالنسبة للرجال أو النساء .
الرجال يلبسون الدشداشة ( و تُسمى عندنا القميص أو القندورة ) و الشماخ و العقال .
النساء تلبسن العباية و البرقع .
هناك فئة لا تلتزم بهذا اللباس و هم أقلية .
مذا عن المغاربة ـ ما عدا الموريتانيين ـ ؟
هل هم متمسكون بلباسهم التقليدي كالخليجيين ؟
الجواب :
لو زار أحد الأوروبيين دولة خليجية و رأى الخليجيين لعلم أنهم مسلمون ، فمظهرهم يوحي بذلك ، أما المغاربة فسأقص عليكم قصة لتعرفوا واقعهم ؛
زارت امرأة أوروبية الجزائر و لما نزلت المطار نظرت حولها مندهشة و قالت : الذي أعلمه أن الجزائريين مسلمون ، لم أكن أظن أن فيهم كفار .
لمذا تعجبت هذه الأوروبية ؟
تعجبت لأنها ظنت الجزائريات المتواجدات بالمطار كافرات ، لأنهن غير محجبات ، فهي لا تعلم أن كثيرا من الجزائريات غيرن هويتهن ، من هوية إسلامية إلى هوية غربية .
و بالنسبة للرجال ؛ لو أخذنا شابا جزائريا إلى فرنسا ، هل نستطيع أن نميزه عن الشاب الفرنسي ؟
لا نستطيع لأنه يلبس مثله ، و لو كان يلبس اللباس الجزائري التقليدي لعلمنا مباشرة أنه مسلم .
أين القشابية ؟
أين البرنوس ؟
أين العمامة ؟
أين الشاش ؟
أين الحايك ؟
أين الملاية ؟
أين الغمبوز ؟
أين العجار ؟
أين أنت أيها اللباس الأصيل ؟ أين أنت يا لباس الأجداد ؟
ضيعوك
بحروك
رماوك
طيشوك
الشاب بدل لعمامة و الشاش بالجال و الهاوس و الديغرادي و تان تان و داك الشعر اللي طالع للسما كي شعر القنفوذ .
الشاب بدل القندورة و البرنوس بالتريكو بوديه لصفر و الغوز كي الخنثى ، و بدلوا أيضا بالسروال الطايح .
الشاب الجزائري الآن لو يلبس اللباس التقليدي ما يسمحولوش يدخل يخدم في الشركة .
الشاب الجزائري الآن لو كان يدير اللحية ما يسمحولوش يدخل للعسكر .
الطفلة الجزائرية بدلت الملاية و الحايك بالحجاب تاع لا مود ، تمشي برا شغل قوس قزح ، كل الألوان تلبسهم ، و يا ريت كان حجابها الملون فضفاض ، سيري مزبوط ، و كأنها عارية ، كيما قال سيدنا الرسول : كاسيات عاريات .
الطفلة الجزايرية بدلت الحايك و الملاية بالجينز و السليم و الميني جوب ، و لازم يكون تع الخارج ، علاختراكش هيا تلبس غير الحطة .
الطفلة الجزايرية الآن ما تعرفش لعجار ، بدلاتوا بالماكياج ، و اللي تلبس النقاب مغندفة ، متخلفة ، متزمتة ، و ين راك يا بن باديس اللي كنت تدافع على لعجار و النقاب ، أرواح تشوف بنات دزاير اليوم .
و من كلام الشيخ عبد الحميد بن باديس رئيس جمعية العلماء المسلمين إبان الاستدمار الفرنسي ، حيث قال :
" . . . إذا أردتم إصلاحها ( أي المرأة ) الحقيقي فارفعوا حجاب الجهل عن عقلها قبل أن ترفعوا حجاب الستر عن وجهها ، فإن حجاب الجهل هو الذي أخرها ، و أما حجاب الستر فما ضرها في زمان تقدمها ، فقد بلغت بنات بغداد ، و بنات قرطبة ، و بنات بجاية ، مكانا عليا في العلم و هن متحجبات ، فليت شعري ، ما الذي يدعوكم اليوم إلى الكلام في كشف الوجوه قبل كل شيء ؟ . . . فعلينا أن نعلمها كل ما تحتاج إليه للقيام بوظيفتها ، و تربيتها على الأخلاق النسوية التي تكون بها المرأة امرأة ، لا نصف رجل و نصف امرأة ، فالتي تلد لنا رجلا يطير خير من التني تطير بنفسها ."
من مجلة الشهاب ، جمادى الثانية 1348 هـ / نوفمبر 1929 م .
البارح فقط و أنا في شامونوف لإستخراج وثيقة أحتاجها ، و أثناء سيري وجدت كل الذكور كلهم باللباس الغربي إلا في المسجد فلما دخلت للصلاة و جدت البعض يلبسون اللباس الإسلامي ، و الإناث أغلبهن متبرجات ، و المحجبات قليلات جدا و أغلبهن بحجاب طايوان ، استخرجت الوثيقة فكانت كلها مكتوبة بالفرنسية و لا يوجد بها حرف عربي واحد ، فقلت في نفسي : هل نحن في الجزائر العاصمة أم في باريس ؟ عدت إلى المنزل بالقطار ، ركبت هذا الأخير متجها من محطة آغا إلى الحراش ، على يساري فتيات جامعيات يتعمدن الحديث بكثير من المصطلحات الفرنسية ، و من خلفي شاب جامعي مع زميلته ـ صديقته ـ المتبرجة يتبادلون الحديث ، و على يميني رجل يحمل جريدة مكتوبة بالفرنسية ، و كلما نقترب من محطة نسمع التسجيل بصوت امرأة يقول سندخل المحطة الفلانية ، تقول ذلك بالعربية ثم بالفرنسية ، العربية هي لغتنا ، لمذا تتكلم بالفرنسية ؟ هل في فرنسا يستعملون العربية حتى نستعمل نحن لغتهم ؟
بالله عليك أيها السوفي البربري ، يا حفيد الأمير عبد القادر و بو عمامة و البشير الإبراهيمي و ابن باديس ،
أجزائر اليوم هي التي كان يجاهد من أجلها الأمير عبد القادر و بو عمامة ؟
أين شعب الجزائر مسلم و إلى العروبة ينتسب التي قالها البشير الإبراهيمي الأمازيغيي القبائلي ؟ أين مظاهر الإسلام في جزائرنا الحبيبة و أين التعريب ؟
أهذا التغريب و التفرنيس و البعد عن الدين هو الذي كان يسعى إليه ابن باديس ؟
السؤال الذي يجب أن نطرحه كجزائريين هو :
هل الهوية المغاربية عموما و الجزائرية خصوصا اضمحلت أم في طريقها إلى الاضمحلال ؟
و كيف السبيل لنرجع إلى هويتنا ؟