مشكلتي

[عبد الرحيم]

كلنا نكره التكبر والمتكبرين سواء كانوا رجالا أو نساء، وأرى أن البعض قد تسرعوا في الحكم بالكبر على الأخت السائلة مع العلم أن الأخت الكريمة لم تجزم ولم تصرح من خلال كلامها بأنها فتاة متكبرة. كل ما في الأمر أنها نقلت لنا مشكلتها التي سببها في نظرها هو تصرفها السلبي مع شخص أبدى اهتمامه بها، تصرفها السلبي وصفته بأنه تكبر أو هكذا بدا لها تصرفها مع هذا الشخص.
الذي أراه أن مشكلة الفتاة لا تتعلق بالكبر بل تتعلق بشيء آخر.
دعونا أولا نعرف ما هو الكبر،عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر " . فقال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا . قال : " إن الله تعالى جميل يحب الجمال . الكبر بطر الحق وغمط الناس " . رواه مسلم
الكبر هو التعالي على الحق واحتقار الناس وازدرائهم ولا أظنك أختي تتصفين بهذه الأوصاف إذن أنت لست متكبرة. فلو كنت متكبرة لما اهتم بك أحدك ولما دخلت إلى المنتدى لتطرحي مشكلتك فالمتكبر لا يناقش أحدا ولا يحب أن يناقشه أحد.
تصرفك مع الشخص الذي أبدى اهتمامه بك ليس نابعا من الكبر بل هو نابع من الحياء وإذا كان كلامي صحيحا فأنت لم تخطئي بل ما فعلته هو عين الصواب فالحياء كله خير ولا يأتي إلا بخير.
الرجل لو كان مهتما بك فعلا لرأيت منه إصرارا، فالرجل إذا أحب امرأة واهتم لأمرها فإنه لا يتنازل عنها بسهولة بل يفعل كل ما بوسعه للظفر بها. طبعا لا يمكنني أن أتهم الرجل بأن نواياه كانت سيئة فأنا لا أعرفه ولا يمكنني الحكم عليه. وربما كان تصرفه معك تصرفا عاديا وإذا أبدى اهتمامه بك فليس بالضرورة هو يفكر بالزواج بك، وهذا خطأ تقع فيه الكثير من الفتيات، الفتاة تظن أن كل من تبسم في وجهها أو قال لها كلاما معسولا فهو يهتم لأمرها وربما يفكر بالزواج بها وهذا ليس صحيحا فالرجال بطبعهم يميلون إلى النساء والعكس كذلك. ملاطفة الرجال للنساء بالكلام وغيره صفة موجودة في كثير من الرجال ومجرد الحديث مع المرأة فيه متعة للرجل وهذا لأن الله تعالى ركب في الرجل غريزة الميل للمرأة وركب في المرأة غريزة الميل للرجل لذلك فميل الرجل للمرأة والعكس هو ميل فطري لذلك فليس كل رجل اهتم لأمر امرأة في موقف ما معناه أنه يفكر في الزواج بها.
أختاه حياؤك لن يأتيك إلا بالخير وفي الزواج البيوت تؤتى من أبوابها، اصبري واتقي الله (من يتق الله يجعل له مخرجا ويرقه من حيث لا يحتسب)، إذا أبطأ الرزق بالحلال فلا تطلبيه بالحرام.