السلام عليكم
سوف أطيل علكم قليلا لكن سأبين وجهة نظري
يمكن اعتبار المعاكسة عملة ذات وجهين، الوجه الأول هو الشاب الذي يقوم بالمعاكسة. والوجه الثاني هي الفتاة التي تتلقى المعاكسة....لنبدأ بالشاب: يعتفد الشاب من خلال مايقوله للفتاة أنه تعبيرا عن إعجابه بجمال البنت وأنوثتها...هذا الجمال الذي تقدسه المرأة و تعتنى به منذ الأزل، إذ تعتبر فطرة لديها...
في حين تختلف رؤية الفتاة للأمر وفقا لشخصيتها، وتربيتها الأسرية...مع ذلك فعبارات المعاكسة تترك انطباعا واضحا على نفسيتها..
حسب وجهة نظري فإن الفتاة تتحمل المسؤولية الأكبر من القضية . أن حتى المتحجّبات يتعرض للمعاكسة، هذا الأمر قد يكون نادر الحدوث، وقد يقتصر على الجميلات منهن فقط. طبعا نتحدث عن المتحجبة بمعنى الحجاب، لأنه في الوقت الحاظر يصعب التفريق بين المتبرجة والمتحجبة من حيث المصطلح. فلبس البنت
وطريقة مشيتها هي التي تلفت انتباه الشباب...طبعا هنا أفتح قوس، كوني أحمّل المسؤولية للبنت فهذا لا يعني إطلاقا رفع الحرج عن الشاب، فغض البصر أمر مطلوب من جهة، ومن جهة أخرى حتى ولو تأثر الشاب بهذه الفتاة، فتأثره شيئ ، و تلفّظه بأي كلمة شيئ آخر..فإطلاقه لعبارات المعاكسة يعكس أيضا مستواه الخلقي ومدى التزامه...
لو نحلل سلوك المعاكسة في المجتمع بشكل عام. نجد أن هذا السلوك هو نتيجة في حدّ ذاته وليس سبب...فهو نتاج جملة كبيرة من العوامل من بينها : تراجع دورة الأسرة في تنشئة الأبناء على التمسّك بتعاليم الاسلام، تأثّر الشباب بالعولمة
وتبني الثقافة الغربية...تلاشي خلق الحياء عموما في مجتمعاتنا ... الخ من العوامل.
بالنسبة لتحول المعاكسة الى تحرّش جنسي : هنا أيضا المسؤولية للفتاة...فان كانت تتحمل نسبة 90 % في المعاكسة فهي هنا تتحمل نسبة أعلى في التحرّش، أتحدث طبعا عن مجتمعنا العربي المسلم. فمهما تدنى لدينا السلوك
الاجتماعي، فلا أعتقد إطلاقا أن تتعرض المحجبة الى تحرّش جنسي بهذه البساطة...مع ذلك قد يكون هذا في حالات نادرة بسبب الاختلاط الغير مبرر.
السبل الكفيلة بالحد من الظاهرة، هي تراجع العوامل المسببة فيها.
المعاكسة بالنسبة للرجل هي تفاهة وليست رجولة، ولا يمكن هنا تجزئة طرق المعاكسة فحتى كلمة * ماشاء الله * قد تكون غير مقبولة إن تمّ التصريح بها للتعبير عن الإعجاب..
بالنسبة للفتاة ان سمحتوا لي طبعا : فحتى لو كانت العبارات تعبر عن جمال الفتاة وجاذبيتها، وهي ما تبتغي ادراكه من
خلال إغرائها، فلا الأسلوب لائق ولا الطريقة شرعيّة.
خلاصة القول، قد يراني بعض الفتيات أثقلت عليهن في تحمل المسؤولية...لكن حقيقة لو يفتقد الشاب لجزئ يسير من الثقافة الدّينية أو الإتزام الدّيني، فهو لن يقاوم إغراءهن نهائيا، والله المستعان.
أعتذر على الاطالة عليكم....