عصفوري البرئ
رأيت اليوم سربا من الطيور المهاجرة ذكرني بعصفوري البرئ
الذي لم أنسه يوما .......
عصفور رأيته صدفة على حافة الطريق ينزفْ
اقتربت منه... حملته برفق و عطفْ ...
ماشاء الله عصفور جميل مكسور الجناحْ
أسعفته بحنان ... فبدأتْ شيئا فشيئا تلتئم الجِراحْ
ألفتُ رفقته ... و ألفتُ تغريده ... و زقزقته كل صباحْ
أحببته ... و برؤيته يتماثل للشفاء القلب سكنته الأفراحْ
أنظر إليه وكأنني أفهم لغته و بها أرتــــــــــــــاحْ
قلت له ذات يوم ... هل تعدني يا عصفوري الصغير ؟؟؟؟
قال : أعدك
لن أجرحك
لن أفرط فيك
لن اتخلى عنك
لن أوذيك
لن اعدك بوعود لا أوفي بها
لن أنساك ..
قلت : أتعدني بكل ما طلبتُ منك ؟؟؟؟
قال أعدك بكل ما طلبتِ و هنا وعد زائد ْ
قلت : وعدتني بكل ما طلبتْ ... فماذا تطلب أنتْ ؟؟؟
قال : أعدك أني لن أطلب إلا شيئا واحداً أن تدخلى الجنة
قلت : هذا مبتغاي و أقصى ما أتمنى
.....
و ذات يوم قال : هل تسامحينني ؟؟؟
قلت : لما ؟؟؟؟
قال : مضطر للمغادرة و سأعود
قلت : أسامحك و لكن لا تتأخر
قال : و إن تأخرت ألن تسامحيني ... فالأمر ليس بيدي ؟؟؟
قلت : و كيف لي أن لا أسامحك ... خذ من الوقت ما يكفيك لا أكثر
غادر ... و لم أكن أدري أنه ينوي أن لا يعــــــــــــــود
رحل ... دون أن يودعني و نسي وفاءه بالوعــــــــــــود
رحل دون أن أخبره .. أن في غيابه ستذبل الـــــــــــورود
يغيب النور ... و الظلام يســـــــــــــــــــود
رحل دون أن أخبره أنني أدعوا له دوما و لم أنسه يوما
رحل دون أن أقــــــــــــــــول له :
إن احتجتني يوما ستجدني بجانبك دومـــــــــا
و إن احتجتني ساعة ستجدني معك أعوامــــــــا
رحل ... رحل ...
دون أن أقول له الكثير..........
و مسك الختام .........سلام