اقتباس:
صحيح , النظريات لا تقاس بالكيلومترات لكني اوردت ذلك لأبين الفرق بين داروين و فلاسفة اليونان . ثم المهم ان داروين سار في الارض و نظر تماما كما تأمر الآية ( قل سيروا في الارض فانظروا كيف بدا الخلق) فالسير مهم , لا تهم الكيلومترات بقدر ما يهم السير. و لنترك الجانب العقيدي جانبا كما اتفقنا . لكنك مرة أخرى تربط بين ماكس بلانك و داروين كأن مناهج العلوم متطابقة , و هي غير كذلك بل في العلم الواحد تتعدد المناهج.
و النظرية قدمت لنا نموذجا للتطور , و سبق ان اعطيت لك مثالا كيف تفسير آلية الانتخاب الطبيعي ظاهرة الانقراض (انقراض انسان نياندرتال)
و النظرية لا تتوقف عند داروين . و بالرغم من انني استشهدت بقوانين مندل على أن المعرفة الدقيقة للآلية ليس شرطا لصحة النظرية و لكنك لازلت تكرر نفس الاعتراض , و مع ذلك فالتطور اعقد من أن تحكمه آلية واحدة .
وككل من يريد مناقشة النظرية فانت لا تريد ان تناقش السجل الحفري أو حتى أن تعطي لنا تفسيرا بديلا له . فإذا كان التطور كشرح لمعطيات السجل الحفري و وحدة التصميم ليس علميا بالنسبة لك فما هو البديل الانسب لتفسيره ؟؟؟
أما الحفريات فهي لا تثبت التنوع فقط بل تثبت التسلسل في الظهور من الأبسط إلى الأعقد و نحن أصلا لا نحتاج الحفريات لإثبات التنوع فالتنوع هو مما نشاهده في الطبيعة . الحفريات والتسلسل في ظهور الانواع تفسر لنا اصل التنوع.
|
انا ضربت مثالا بالكم والنسبية كنظريات علمية يمكن من خلالها ان نفهم ملامح النظرية العلمية , وفى مشاركتى الاخيرةاوردت ما قدمه علماء اخرون فى الاحياء مثل مندل وباستير فهم قدموا نظريات فى علم الاحياء بناءا على المنهج العلمى التجريبى وليس التنظير من خلال المشاهدة فقط كما فعل دارون ومن لف لفه .
بالنسبة لانسان نياندرتال انت تقول انه نموذج للانتخاب الطبيعى لكننا نتكلم عن التطور , فالانتخاب الطبيعى لا ينشىء التطور انما يختار من بين انواع قائمة , فما معنى ايرادها فى سياقى الكلام الان؟
اما بالنسبة للبديل فأنا عن نفسى اؤمن بالخلق الخاص , فمعطيات السجل الحفرى لا تصب كما تحاول ان ترسم فى خانة التطور , بل هى كما قلت سابقا شديدة الاستاتيكية فى بعض الانواع كثيفة التوالد , وفيه ايضا امثلة على كائنات اقدم واكثر رقيا من كائنات لاحقة عليها , والتطوريون لا يقدمون جوابا على هذا الا ردود جدلية زئبقية قائمة على تشعب السلالات , فهم فى الاساس متمسكون بالنظرية بناءا على بعد ايديولوجى قائم على رفض وجود الله وليس على المعطيات العلمية المجردة .