السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
في البداية أشكر صاحب هذه الصفحة و على هذا الموضوع الجد هام الذي تطرقت إليه
و في البداية أعرف بنفسي أنا شاب من مدينة خميس مليانة، كان لي الشرف أن شاركت في عملية إنجاز هذا المشروع الكبير و هذا من خلال توظيفي لدى الشركة الصينية CITIC-CRCC كمساعد إداري في المديرية الفرعية رقم 03 و قد شاركت في إنجاز المشروع من شق الحسينية بعين الدفلى إلى غاية منطقة واد سلي بالشلف.
و من خلال هذا العمل كانت لي فرصة الاحتكاك بكل من شارك في هذا الانجاز الرائع
صحيح أن به نقائص و صحيح أن المشروع مدته كما قال أحدكم 35 سنة
لكن أنظروا الآن لقد أصبح الآن و الحمد لله حقيقة أنت و نحن جميعا نستغله و شعرنا بأهميته الكبيرة نتيجة حركيته و تقليصه للزمن و المسافات.
أما من قال انه كيف لنا أن نفتخر بمشروع أنجزه أجانب و بكل احترام أقول له سيدي أنت مخطيء و أقول لك السبب
أنت لا تملك الاحصائيات و المعطيات التي يملكها غيرك ليحكم عن ذلك و لكي تتأكد إذهب إلى الشركة الاشغال العمومية الجزائرية التي كان لها أيضا نصيب في إنجاز شق من المشروع (مقاولات حداد) الغنية على التعريف و اسألها كم نقصت عليه مدة البحث على سائقين ماهرين و عمال يدويين ماهرين و و ألخ كل هؤلاء اكتسبوا الخبرات من الشركات الأجنبية
من خلال عملي و تنقلاتي اليومية إلى ورشات العمل كنت مكلفا بتوظيف و متابعة العمال الجزائريين و كنت ممثل الشركة الصينية لدى مكتب التشغيل و كذا مفتشية العمل و باقي الادارات (داخل نطاق الولاية)
لقد تعلم الجزائريون الجد في العمل، تعلموا كيف يطبقون تعليمات مسؤوليهم المباشرين تعلموا أنهم من أجل كسب قوة يومهم عليهم أن يعملوا و لكي يكسبوا أكثر عليهم بالساعات الاضافية فمثلا المشروع الممتد على 23 كلم من الحسينية إلى غاية خميس مليانة وضف أكثر من 5 آلاف جزائري من 17 سنة إلى غاية 60 سنة (ليست في آن واحد)
اما المهندسون و التقنيون العاملون لدى ANA (الوكالة الوطنية لطرقات السريعة) فالصراحة تقال لقد كانوا محترفين و اكتسبوا الآن خبرة كبيرة في التعامل مع المشاريع الكبرى و لا فخر أن وزير الأشغال العمومية قال في أحد تصريحاته أن الأوان قد حان لكي تقوم المؤسسات الجزائرية بإنشاء المشاريع الكبرى معتمدة على خبرات محلية (من أين يأتي كلام وزير لديه دكتوراه في الفيزياء و دكتوراه في الاقتصاد) إذا لم يكن على دراية بذلك. و هي الآن قد أصبحت تطبق على الواقع و أصبحت المشاريع توكل إلى مقاولات جزائرية
فعلى سبيل المثال لا الحصر مقاولات (حداد) أصبحت الآن تمتلك وسائل مادية و بشرية أكثر إحترافية و مهنية من الشركات الصينية
و بخصوص مراقبة المشروع و الشركة المنجزة فإني أتذكر دائما كيف كان الصينيون جد متخوفين من ردة فعل و متابعة الوكالة الوطنية للطرقات السريعة لقد كانوا فعلا متحكمون بزمام الأمور مثل وزيرهم السيد عمار غول الذي هو فعلا يجسد مثل الشخص المناسب في المكان المناسب
اما المشكلة الوحيدة التي لاحظها المسؤولين أن اليد العاملة البسيطة لم تملك خبرة كبيرة من نظيرتها الصينية و هذا كان نتيجة أن الصينين كانوا يقومون وحدهم بالأعمال التي تتطلب الخبرة و التقنية و الحرفية و يوكلون الأشغال الشاقة للجزائريين
حيث ان كل عامل صيني لكي يدخل إلى الجزائر و يتم إحضاره للعمل في هذا المشروع كان يجب أن يمر على موافقة عدة مسؤولين ANA و مديرية التشغيل، ...و يشترط في العامل البسيط أن تكون لديه خبرة لا تقل عن 10 سنوات أو شهادة في تخصص عمله
إلا أنهم الآن قد تفطنوا لذلك و أصبح الصينيون المقبولين للعمل في بلادنا يجب أن تكون له شهادة في تخصص عمله لا غير
و هذا لكي يصبحوا مجبورين على اكساب اليد العاملة الجزائرية الخبرة اللازمة و كذا من أجل تقليل عدد الصينين اليدويين في بلادنا
الآن تتجه الأنظار إلى مشاريع السك الحديدة و الصينيون تقريبا تحصلوا على انجاز معظم المشاريع CCECC و الشركة التركية OZGUN
يقومون حاليا بانجاز مشروع الخط المزدوج للسكة الحديدة بين مدينتي العفرون و خميس مليانة (طريق الجزائر وهران) و هي تحتوي على نفق كبير يتعدى مسافة 7 كلم تحت الأرض .
الميزانية الضخمة المنفقة على كل مشاريع السكك الحديدة التي سوف يتم انجازها تحت رعاية وزارة النقل و الوكالة الوطنية للدراسات و متابعة انجاز الاستثمارت في السكك الحديدة ANESRIF و كذا أهميتها الاستراتيجية و تطويرها للبنى التحتية للوطن سوف تنسيكم مشروع الطريق السيار شرق غرب (و يمكنكم زيارة موقع الوكالة للاطلاع)
الحمد لله أنا أيضا كان لي الشرف المشاركة في بداية انجاز هذا المشروع الذي لم ينطلق فعليا بعد و هذا راجع لسوء تقدير الأوضاع من طرف المجمع المكلف بانجاز المشروع ccecc-ozgun إلا أن الأمور تسير نحو الأحسن يوما بعد يوم
و الأيام سوف اوافيكم بالجديد
لكن فعلا عليكم أن تفتخروا بكل ما ينجز من مشاريع في بلادنا حتى و لو أنجزها الأجانب (و أنا لا أقول انجزها الأجانب) بل أقول بالشراكة مع الأجانب
لأنكم طلبة جامعيون و تعرفون جيدا عناصر عوامل الانتاج