يبدو ان الأخ صاحب الموضوع ينظر للموضوع من زاوية توسعية قومية فهو لا يهمه مصلحة الأكراد بقدر ما يهمه عرب العراق , فكردستان تحت نظام البعث العنصري كانت تحت القصف و عراق صدام حسين الذي كانت جل مداخيله من نفط كركوك نكل بهم و لم يعدل في تقسيم الثروة و اضطهدهم , و النتيجة انهم اليوم اكثر تمسكا بقوميتهم و كرها للعرب , و الأن صار يفضل ان تكون لهم دولتهم خوفا من ان يبتلعوا العراق . هذا ما جناه علينا الفكر القومي المخالف لتعاليم الاسلام. و في كل مرة يحدث في انقسام و تشظي نتهم الأخر بالعنصرية و انها مؤامرة صهيونية.
و حتى إن كان الاعداء من مصلحنهم الانقسام فنحن اول مسؤول عنه , ضياع جنوب السودان الحتمي ليس سببه الغرب بالدرجة الأولى بل سياسة الاقصاء و التهميش الممارسة من طرف الشمال و الدور قد يكون لشعب دارفور المسلم الذي تعرض لأبشع انواع الاضطهاد من حكومة البشير المجرم. و إذا استمرت هذه الايديولوجية العنصرية فسوف نتجه إلى تقسيم المقسم و تجزيئ المجزأ . مادمنا نواصل نفس السياسات الغبية و نفس الاخطاء ثم نلقى اللوم على الأخر و نتهمه بالولاء للصهيونية.
انا شخصيا لا أرى حرجا ان يكون الاكراد اغلبية في العراق ماداموا مسلمين بل ان افضل شيء هو عدم انقسام ابنائه على اساس عرقي. و انا على رأي المفكر مالك بن نبي عندما عارض فكرة انقسام باكستان عن الهند لأن ذلك سيحد من قدرة الاسلام على الانتشار في الهند خصوصا و اسيا عموما . و انقسام الاكراد عن العراق سيحد من انتشار اللغة العربية ( اتحدث هنا عن اللغة كمكون ثقافي اساسي بالنسبة للمسلمين و عامل ربط مهم و ليس من منظور قومي عنصري) لكن يبقى الاكراد اكراد و لا فضل لعربي على اعجمي إلا بالتقوى.