والله أمر محير فعلا فرغم الإجراءات الصارمة التي اتخذتها السلطات للحد من هذه الكوارث إلا أن المشكلة لا زالت قائمة.
لا أظن أن المشكل يكمن في قانون المرور، المشكل يكمن أولا في السائق المتهور الذي لا يحترم قوانين المرور ولا يقدر لا حياته ولا حياة غيره، الكثير من الشباب إذا جلس على مقعد السيارة وأمسك المقود يظن نفسه أنه يقود طائرة، يقود بسرعة جنونية وهو معجب ومزهو بنسفه وكأن لا أحد غيره على وجه الكرة الأرضية يقود وهو شبه فاقد للوعي بسبب حالة النشوة والعجب التي تنتابه وهو يسوق سيارته وقد لا يستعيد وعيه إلا وهو في المستشفى وقد بترت يده أو ساقه وربما لا يستفيق إلا وملك الموت عند رأسه يريد قبض روحه.
وبالإضافة إلى القيادة في حالة سكر التي لها نصيب وافر من الحوادث المؤسفة هنا مشكلة الشاحانات الكبيرة (semi remorque) فأصحابها لا يحترمون السيارات الصغيرة لأنهم يرون بأنهم بعيدون عن الخطر فالذي يصدمونه أو يصطدم بهم هو الضحية بلا شك، هكذا يفكرون لذلك فهم في الغالب يسوقون بأنانية كبيرة ويعرقلون حركة المرون ويحدثون فوضى كبيرة في الطرقات.
والطرقات السيئة والضيقة ساهمت هي أيضا في رفع نسبة حوادث المرور، وشيء آخر مهم لا يمكن إغفاله وهو كثافة السيارات في الطرقات، عندما أرى عدد السيارات في الطرقات أتخيل بأنه لم يبق أي مواطن بلا سيارة، فكثافة السيارات عندما تضاف إلى المشاكل السابقة بلا شك الحصيلة تكون مرتفعة.
إذا كانت النساء لا يتسببن في حوادث المرور فهذا لأن المرأة تسوق بهدوء ورزانة كبيرة وغالبا لا يدور في رأسها ما يدور في رأس الرجل من عجب وزهو ولهو عند القيادة.