السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عدتُ اليوم إلى هذا الصرح العزيز منتدى الجلفة بعد غيابٍ امتدّ لسنواتٍ، كأنّ الزمان عاد بي إلى مقاعد البكالوريا، إلى تلك المواضيع التي كانت تنبض بالأمل، وإلى الأصدقاء الذين جمعنا الحلم، وفرّقتنا الأيام، لكنّ الذكرى ما زالت تجمعنا في القلب.
كنتُ من دفعة 2015، وقد منّ الله عليّ بالنجاح في شهادة البكالوريا، غير أن ظروف الحياة حالت دون إكمال دراستي حينها.
توقفتُ مؤقتًا، ولكن الحلم ظلّ حيًّا، ينتظر لحظة العودة.
وبفضل الله، عدتُ بعد خمس سنوات ضمن دفعة 2020، أكملت المسار من جديد، وتعلّمت أن الأقدار لا تؤخر شيئًا إلا لحكمة، ولا تغلق بابًا إلا لتفتح آخر أجمل.
واليوم، أحمد الله أن وفّقني فأصبحت خريج ماستر 2 في تخصص الذكاء الاصطناعي حلمٌ بدأ بين صفحات هذا المنتدى، وكبر مع كل خطوة إصرار.
وإنني على يقين أن كل ما مضى لم يكن إلا إعدادًا من الله لما هو قادم.
فما نحن إلا أسبابٌ بسيطة، والفضل أولًا وآخرًا لله وحده، ثم للعزيمة والصبر والنية الخالصة.
لقد علّمتني التجربة أن الأيام الحزينة تُهذّب النفس، وأن الفترات الصعبة هي التي تُنضج الحلم وتجعل للنجاح طعمًا لا يُنسى.
وإلى إخوتي وأخواتي المقبلين على بكالوريا 2025 و2026 أحرارًا كنتم أم نظاميين — هذه كلمتي إليكم من قلبٍ جرّب وتأخر ووصل:
✨ ابدأوا من الآن، فكل يومٍ يمرّ هو خطوة نحو حلمكم.
✨ نظّموا وقتكم، فالنجاح يحبّ النظام.
✨ ثقوا بالله قبل كل شيء، واتخذوا بالأسباب، واسعوا بما استطعتم، ودعوا النتائج لله، فهو أكرم من أن يضيع سعيَ مجتهد.
✨ لا تيأسوا إن تعثّرتم، فكل تأخير يحمل في طيّاته خيرًا لا يُرى إلا بعد حين.
"ومن يتوكّل على الله فهو حسبه… فبالتوكل تصفو القلوب، وبالأسباب تتحقق الأحلام."
تحية محبة وامتنان لكل من عرفته أيام المنتدى الجميلة،
ولكل روحٍ كانت تزرع الأمل في مواضيع البكالوريا القديمة.
اشتقت لتلك الأسماء، لتلك النقاشات، ولتلك اللحظات التي صنعت منا جيلًا يؤمن بأن الحلم لا يموت.
أسأل الله أن يوفّقكم جميعًا، وأن يجعل تعبكم سببًا في نجاحٍ يملأ قلوبكم فخرًا وسعادة.
دمتم في حفظ الله ورعايته
أحد أبناء منتدى الجلفة الأوفياء (القط اللطيف ) 