أنوه لبعض الأمور المتعلقة بتاريخ الأمير عبد القادر
أولاً : أسباب قبول الأمير لتوقيف القتال ضد فرنسا
لقد كتب أحمد بن محي الدين الحسني وهو الشقيق الأصغر للأمير عبد القادر ترجمه مكثَّفة مختصره عن سيرة الأمير عبد القادر مودعة في موسوعة (تعطير المشامّ في محاسن دمشق الشّام) للشيخ جمال الدين القاسمي والتي طلب من أحمد بن محي الدين أن يُحرَّرها بما عرفه عن كثب عن أخيه الأمير عبد القادر واسمها نخبة ما ُ تسرُّ به النواظر، وأبهج ما يُسَطَّر في الدفاتر ويمكن الحصول على الكتاب من الرابط
https://archive.org/details/Emir.AEK
ومما ورد ذكره أن الأمير بالعامين الأخيرين من جهاده كان ينطلق من الأراضي المغربية لقتال الجيش الفرنسي فأرسل السلطان هشام بن عبد الرحمن جيش يقوده أولاده لقتال الأمير وفي إحدى المعارك أصيب أخو الأمير أبو بكر فأسر مع ابن أخيه محمد الصادق ابن السيد محمد السعيد فجردهما الجيش المغربي من جميع ملابسهما حتى ساتر العورة وقدموهما لأولاد الملك فنظروهما وأمروا بهما فغلا بأعناقهما مع بقية الأسرى وهم عراة علماً بأن رجل من قبيلة المطالسة أخبر أولاد الملك بأنه أخو الأمير وابن أخيه حيث بيتوهما تحت أديم السماء حفاة عراة والليل شديد البرودة ثم حزوا رأس أبي بكر وأخذوه إلى فاس في جملة رؤوس من مات من جماعة الأمير ووضعوا تلك الرؤوس على سور مدينة فاس عدة أيام ثم واروها لذلك عندما استشار الأمير من معه كي يسلم نفسه للمراكشية أبو عليه ذلك كلهم لأن توحشهم وشدة غضبهم تمنعهم من الأفعال الحميدة شرعاً أو طبعاً وكان الأمير يريد الحفاظ على أرواح من معه وهم خمس وعشرون ألفاً أغلبهم من النساء والأطفال لذلك أجمع أمره أن يسلم نفسه للقوات الفرنسية التي كانت تحاصره على الحدود الجزائرية المغربية لما هو محقق من سيرهم مع القوانين السياسية وكونهم لا يهينون الرؤساء والأكابر من ذوي البيوت ولو كانوا أعداء لهم فكتب لرئيسهم ليؤمنه ليسلم أمره إلى حكومته واشترط عليه شروطاً وهي أن تحمله دولته وجميع من يريد الذهاب معه إلى الإسكندرية أو غيرها من البلاد الشامية وألا يتعرضوا لمن أراد السفر معه من رؤساء عسكره وأغوات جيشه وأن من بقي عندهم من مشايخ جموع الأهالي التي كانت معه لا يتعرضون له بسوء لا في نفسه ولا في ماله فأجابه ذلك الرئيس بقبول الشروط مع العلم أن المستسلم لا يفرض الشروط فعلى أولاد فرنسا أن يعلموا ذلك فسيدتهم فرنسا تحترم عدوها أكثر من احترامهم لمن من المفترض به أنه زعيمهم
ثانياً: ادعاء ماسونية الأمير
مما ذكر تاريخيا رفض الأمير عبد القادر لعرض نابليون الثالث بأن يصبح ملكاً على الجزائر تحت الوصاية الفرنسية.
من #الأرشيف البريطاني
يقول رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ويليام #كلادستون (الذي حكم بريطانيا بين 1868-1874): "حاولت بكل ما أملك أن أقنع الأمير السيد #عبد القادر الجزائري بمنصب إمبراطور العرب لكي نوظفه ونستغله ضد العثمانيين، وبالرغم من العداء الشديد الذي كان بينه وبين الأتراك فإنني لم أفلح بالرغم من كل الإغراءات والوعود والمزايا التي وضعتها فوق الطاولة للأمير بما فيها استقلال الجزائر وخروج المحتل الفرنسي من الجزائر، لكنه كان يرفض ذلك جملة وتفصيلا ومن دون نقاش ....
حتى دخلني اليأس أن العرب لا يمكن توظيفهم واستغلالهم واستعمالهم، ولكن آخر كلمة أثرت في مسامعي وبقيت تدوي في عقلي وأخبرني أن أنقلها إلى الفرنسيين، أن الجزائر ستتحرر وتنال استقلالها من دون معروف وبركة طرف أجنبي ولن تجد جزائري بعدي ولا قبلي سيقبل أن يكون خادم عندكم أو وكيل لمخططاتكم وسيكون استقلال الجزائر العائق الذي لا تطيقونه لعقود من الزمن ومن أرضنا ستتعثر مشاريعكم...
فلست بحاجة لأن أكون ملك أو إمبراطور أو سلطان، فما يهمني بالدرجة الأولى هو أن أواجه المحتل الفرنسي وتغلغلكم في البلاد الإسلامية وفي نفس الوقت الخلافة الفاسدة التي تستعمل الدين لتحقيق أطماعهم الشخصية الفاسدة...
رفض الأمير عرض رجالات الشام ليصبح ملكاً على الشام حماية لوحدة الدولة الإسلامية.
ولو أنعمنا النظر لما سبق نستنتج رفض الأمير لكل ما يمكن أن يمس باستقلالية هذه الأمة وتشتيت صفوفها وهذه التصرفات لا يقوم بها من ارتبط بالماسونية والتي تم ادعاء انتسابه لها زوراً وبهتاناً مع العلم لم يذكر أحد من طلاب الأمير وخاصة الملازمين له انتسابه للماسونية ولم يعلم عن أي شخص منهم انتسابه للماسونية كما لم يذكر أحد من عائلة الأمير انتسابه للماسونية مع العلم حفيده الأمير سعيد كان أستاذ أعظم وتحدى الماسون جميعاً بأن يبرزوا صك انتساب الأمير لأي محفل ماسوني وذلك بالجرائد اللبنانية.