بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين ، اللهم صل عليه عدد ما نعلم وعدد مالا نعلم وعدد ما خط القلم ، وعدد ما أنعمت من نعم ، وعدد ما سبق به علمك ، وعدد ما في الكون وعدد ما تقول له كن فيكون.
أيها الأحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
كلما تمدين الناس كلما ظهر البعض بمظاهرة غريبة كما تقلد البعض بتقاليد بعيدة كل البعد عن أساس تقاليده ومبادئ مجتمعه وفي بعض الأحيان حتى العرف الذي يحكم تلك التقاليد والعادات التي رسخت بالمجتمع منذ دهور، كما تجد البعض يتفنن في دمج تلك المظاهر بطرق تحي بأنه ذا ضمير تأقلم على الخضوع للغير واعتبار من لا أخلاق لهم أساس الحضارة والتمدين ، بل تجده قد يزيد من حدة ذلك إلى محاربة تقاليد أمته ومبادئها ، فتارة تجده منسلخ من الحياء وتارة تجده معجب ومتعلق بمنحط من أمم هي من أشد الأعداء لأمته ودينه،وحجته في ذلك هذاهو التقدم وهذه هي الحضارة
عجبا لك يا أخي سبك ورفسك ووضعك تحت قدمه لتكون خادما مطيعا له ويمحي مبادئك وهمتك وكل ما هو جميل قد خلقه الله لك و بعدها تجد نفسك إمعة لقد انسلخت من كل شيء ورحل عنك كل شيء وانحرفت سُبُلُك ووقعت في هوة سحيقة من المحال أن تخرج منها ،
فلما ذا؟ وضعت نفسك هذا الموضع ولماذا؟ انسلخت وأنت تتزعم المعرفة بالأشياء ولماذا؟ ظلمت نفسك قبل أن يظلمك الآخرون ، يبد ان الإجابة صعبة ويبد ان السؤال كان أصعب ، كانت فرصة حياتك أن تعيش حرا أبيا وولدت لتخلف بالصلاح وعزة وتعظيم لخالقك ، فاتبعت هواك و التقمت الطعم من أعدائك وأتعبت نفسك بالتفكير وأسست في ذاتك السم الذي سيقضي عليك ، أفق يا من غرته الأيام وظن الخير في أعداء الدين والأنام وكن متحضرا بحق ومتمدين بصدق وشيد لنفسك مقام من نحاس وفولاذ واجعله سورا لا تهزمه الأقاويل ولا رياح المعاليل ، فبعدك عن دينك هو من جعلك في أحضان المعاليل ووضعت نفسك موضع سوائل ومحاليل.
لا لا يا أخي ، لن أرضى لك عيش المذاليل ، ولن أقف ساكتا مادمت لا تعرف للدرب بصيرة ولا لنفسك درعا واقيا و ضامنا من كل زارع للفتنة والشك وحب قوم هم من أشد العابثين بالقيم وعندهم كل الأنام عبيد يركب الموج في أساطيل .
نعم أيها الأحبة من كان حب الدين والوطن مغروس في قلبه فلن يخيب قومه ولن يرضى فراق وطنه ولن يرضى المساس بهيبته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال رمضان مبارك وعيد سعيد أخوكم المهذب.