وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
في الحياة مغريات كثيرة تجعلنا نلهث وراء أمور فانية الوجود، زائلة البريق. تُلهينا عن أقرب الأقربين وتشغلنا عن وصالهم. فتتغيّر المشاغل ويُستبدَل الرّفاق ويكثر الشّقاق والنّفاق. والواقع هو أنّ من أحبّك فقط لغناك استغنى عنك إذا ذهب مالك، ومن أحبّك فقط لجمالك استبدلك اذا ما ولّى شبابك وكلّ من أحبّك لمصلحة ما، زال ودّه بزوال المصلحة. أمّا من أحبّك لشخصك وروحك وَكُلِّك، بمحاسنك وعيوبك، وكان أهلا للثّقة، ووافقت روحه روحك، وأخلاقه اخلاقك. مااستبدل صحبتك وإن تعدّد الأصحاب، ولا قطع وصالك وإن باعدت بينكما المسافات وكثُرَت المشاغل .. هو ذاك الذي إذا أخطأ اعتذر وإذا أخطأت عَذَرك، فلا خصام بلا صلح ولا فراق إلاّ بموت.
وهم على قلّتهم موجودين في حياتنا أو حاولوا التّواجد فيها يوما. ولكن النّفس البشريّة في ظروف ما ولأسباب ما قد تتغيّر .. فيا ربٌ لا تُزِغ قلوبنا عمّن أحبّونا ولا تملأ قلوبنا بمن إذا ما سكنوها هجروها. ولا تجعل الزّمن يغيّرنا أو يلهينا عن أحبّتنا المخلصين.