لم يَتَسَن لي مشاهدة الحصة إلى مرة واحدة ، صدقت أوصال القلب تتمزق لتلك المشاهد الحزينة المكفهرة ، لكنها من سنن المولى عزوجل في هذا الكون الفسيح اختلاف الناس في الأرزاق. جعلها الله أسباباً للمفاضلة ، ولو شاء ربك لجعلهم أمة واحدة، ولكن ليبلو بعضهم ببعض ويمتحن صبر هذا وثبات ذاك {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ.. }
وبالرغم مما يتكبده الفقير من معاناة الا أنني على يقين تام بأن كثير من الأغنياء من بني جلدتنا يعيشون حياة مترفة لكنها تعيسة لشدة حرصهم وفي جميع أحوالهم وقد تكون فرحتهم مصطنعة كقلوبهم .وفي المقابل هناك من لم يجد ما يسد به رمقه لكنه مرتاح البال.
يحضرني قول ييؤثر عن الفاروق رضي الله عنه: (( لو كان الفقر رجلًا لقتلته.))
ومن اجمل ماقيل :
ما الفقر عار ولا الغنى شرف *** ولا سخاء في طاعة سرف
مالك إلا شيء تقدمه *** وكل شيء أخرته تلف
تركك مالا لوارث يتهناه *** وتصلى بحره أسف.
يمشي الفقير وكل شيء ضده *** والناس تغلق دونه أبوابها
وتراه مبغوضا وليس بمذنب *** ويرى العداوة لا يرى أسبابها
حتى الكلاب إذا رأت ذا ثروة *** خضعت لديه وحركت أذانابها
وإذا رأت فقيرا عابرا *** نبحت عليه وكشرت أنيابا