اختي صفوة
سأحكي هن تجربتي
عشت في قرية صحراوية وتحصلت على البكالوريا
ذهبت للدراسة في مدينة سيدي بلعباس
صدمت بنظرة أبناء المدينة لنا
وكانو يظنون انهم اذكى منا
ولا لشيء إلا لأنهم يتقنون اللغة الفرنسية
ثم جاهدنا وتعلمناها وتفوقنا عليهم بالنتائج
ثم تخرجنا وعدنا للبلاد
وكنت ألتقي بشخصيات لا ابال بالفوارق بيننا
ولكن شاءت الأقدار أن اتزوج بالعاصمة
وانا المدرسة التي تخالط في اليوم مئة طالب
والحمد لله كانت شخصيتي تحملني عندما أواجه أصعب المواقف
ومع تلاميذي قررت أن لا أخبرهم بمسقط راسي واترك لهم الأمر مبهمة
وعليهم أن يكتفو بشخصيتي وعلمي
وبما أن لهجتي يغلب عليها الطابع الصحراوي الممزوج بالغرب
وزوجي من الشرق وانا اخالط أهل الوسط ويجب أن أتعلم الفاظهم حتى يفهمونني
اذن لا يمكن التخمين ابدا من اين أنا ولم يعد يهمني ان يعرفو
باختصار لان المرء ليس بمكان سكنه بل بعقله وتأقلمه وقوة شخصيته
والحمد لله متى كان المرء
عاقلا لا يفكر في هاته التفاهات
بل ببحث عن أخلاق المرء وفكره
والحمد لله مع زميلاتي في العمل
لا احس بشيء من هذا ودائما تتصدر الأفكار الموقف بيننا
وانا اشفق على من يحكمون على الناس قبل مخالطة عقولهم
كما اني افرض نفسي في أي مكان
ولا التفت إلى ما يقال في ظهري به اكسب اجري
لعلي لم أخرج عن الموضوع اختي ولكني احن كثيرا إلى تلك البساطة في البلاد وأهله
والى هواء طيب لا تتكاثر فيه الأمراض كالنمل
فقد عانيت من المستشفيات والادوية وضيق السكن واكتظاظ الطرق واكتظاظ الخواطر معها
في القسم فإن تلاميذ العاصمة يدرسون في جو من الفوضى الله المستعان
والشارع مملوء بالعراء وانا امرأة عدت لا احتمل السير فيه
وقد كتبت هذا من كثرة شوقي لحياة البساطة
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2213796