السلام عليكم ورحمه الله و بركاتة
المسلم هو الذي آمن بأركان الإيمان الستة : آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره . ونطق بشهادة التوحيد ليعلن استسلامه لله وحده لا شريك له
وانقياده للشريعة التي جاء بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
فكل من أتى بذلك فهو من المسلمين له ما للمسلمين وعليه ما عليهم
إلا أن يهدم إسلامه بعمل أو قول أو اعتقاد كفري ينقض أركان الإيمان التي قامت في قلبه .
غير أن الناس يتفاوتون في درجة الإيمان
كما يتفاوتون في درجة الانقياد بالعمل بأحكام الدين وامتثال أوامره .
فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن للإيمان شعبا كثيرة ومراتب متفاوتة وذلك يعني أن المؤمنين يتفاوتون في درجاتهم بحسب امتثالهم لهذه الشعب والمراتب .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً ، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ )
رواه البخاري (9) ، ومسلم (35) واللفظ له .
وفي القرآن الكريم تقسيم الناس إلى مراتب ثلاثة
: الظالم لنفسه بمعصيته
والمقتصد بطاعته في الواجبات واجتنابه المحرمات
والسابق بالخير المحافظ على النوافل والمجتهد في معالي الأمور .
يقول الله تعالى : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ) فاطر/32
فانقسام الناس بحسب طاعتهم وتمسكهم بشرع الله انقسام حاصل ولا بد
غير أن تسميات الناس لهذه الأقسام هي التي قد تختلف
لكنها في مجملها تقسيمات شرعية صحيحة .
ولذلك فالذي اراه أقرب إلى الإنصاف والاعتدال
وأبعد عن الخلاف وأسلم عند الله تعالى
أن يوصف الناس عند الحاجة الشرعية إلى إطلاق الأوصاف الإضافية الزائدة على مجرد التسمي باسم الإسلام
بألفاظ محددة وليس بالألفاظ المجملة
فيقال مثلا : هو محافظ على الصلوات
أو هو كريم النفس
أو هو قارئ للقرآن
فهذه صفات واضحة معينة تعبر عن الحقيقة التي يتصف بها
دون تدخل الرأي الشخصي
فلا تتحمل مسؤولية الألقاب المجملة التي تخفي وراءها أطماعا أو أحقادا
وأما إطلاق " ملتزم " فهو لفظ مجمل محتمل يقتضي متابعة حثيثة لحال الرجل الموصوف
ثم أمانة في الحكم عليه
وقلما تجد هذا اليوم
ومعلوم أن غالب مشكلات الناس إنما ترد من الألفاظ المجملة .
و الله اعلم