السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في تجلٍّ وقد راهن الذاكرة أن النسيان أشبه ما يكون بالرمق الأخير، بل هو أقرب إلى الغرق في صميم الضياع، إن انعدم الوفاء
فأي حروفٍ نؤمن بها؟ مع تلك نسائم النجوى.
إن هي إلا أحرف قامة المطر عند إلتقاء السحاب بتلك المعيّة في الحضور العيبي.
في ذلك العناق الجميل مع الطبيعة في ذلك المطلق تكون للبلاغة بيانها، وفي انتظار فجرٍ جميلٍ، تأذن الواقع ألاّ يبقى حلمًا.
من وراء الزرقة اللازوردية، ومن خلف دمدمةِ هدير الأمواج المتكسرة على صخور شاطئ الاحلام الحالم، أن في الشاطئ الآخر من الواقع ينبعث أريج عطرٍ أن الاجمل ما سيأتي.
في تجلٍّ ذاك تتمسّدُ وجه أشواق البيان بأنامل الأحاسيس، فتظهر المفردات وكأنها نابضة بالحياة.
فتتعالى أهازيج الوفاء مع الارتجاز على مسامع الحرف، فيأتي على وقع النسائم هفيفًا كأنه بروضٍ قد جمع الزهر أصنافًا، فيُخالُ للآخر قضم حلاوة ثمره أضعافًا.
وما قامة الحرف إلا عند إلتقاء السحاب فوق مثار مطر بليغ الضاد، إن كانتِ الخلائق إليه يرقبون.
ثم ما فُتحتِ العين على " النافذة " إلا هتف كل شيءٍ بالاسم ممزوجًا بالألوان ، وتجددتِ الأمنيات وهي تطير على براق الشوق على مسرجات الدفء.
فبددت الصمت وأعلنت عن مكنونها حين تتنازعتها زفرات في لحظة غفوة تزيد ملء العين صفاءً.
فما الوفاء، إلا فيض المشاعر الصادقة.
ألم يأتِ نبأ جمع شتات الحرمان، ثم التعلّق بأسوار ما يُرادُ الوصول إليه؛ ليُعلن أن اليراع قد خان
صمت/ أيتها الكبيرة قدرا
حاولتُ مجاراة قلمكِ السيال، فجاءت بضاعتي باهتة مزجاة بعدما أتى ما أتاهُ بيانكِ، وما خطه بنانكِ.
فأنعِم بحروفٍ كُتبتْ، وأكرِم بمن كَتبتْ.
تحياتي يا فاضلة.