وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته،
الإنسان أحوج ما يكون لغيره حين كربه...
في الحلق غصّةٌ من كلماتٍ مكبوتة، لاحُرِّرَت فارتاح، ولا زُرِدَت فمَضَت إلى سبيلها، وفي العين قَبَسٌ من شررِ حُزنٍ، أحرقَ الجفنَ لهيبُه وما انصهرَ دَمْعًا، وفي الصّدرِ ثِقلُ همٍّ مُحتَجَزٍ لم يُمنَح تأشيرةَ عبورٍ فَظَلّ حَبِيسَ النَّفَس ... ذاك هو حال من يكظِم حزنَه ويكبت ألمه، ليس ثقةً في جَلَدِه وقوة تحمّلِه، بل تسليما منه بأن لا مخلوق بعد الخالق قد يشعر بحزنه و يواسيه بصدق .. في لحظات كهذه فقط يكتشف أنّه وحيد، لا يملك صديقا صدوقا أو أخا ودودا يستشعر ألمَه من محيّاه، من نبرات صوته، من مداد كلماته أو حتّى من صمته وغيابه فيسأل عنه ويواسيه .. في لحظات كهذه فقط يكتشف أنّ من ظنّهم أقرب المقرّبين إليه هم مجرّد رفاق دربٍ لا غير ، وأنّ الوحدة هي عنوان مسيرته في هذه الحياة .. فالألم، بهم أو بدونهم، هو ذات الألم.
وكما قال الإمام الشّافعي: "ما أكثر الإخوان حين تعدهُم .. ولكنهم في النائبات قليلُ"
صبرا أخيّتي، عسى أن يرزقك الله أصدق صحبة و أخلص رفقة وفي كلّ الأحوال حسبك الله، يعلم همّك ويسمع شكواك، وكفى بالله وكيلا.