المرأة في تاريخنا ليست مجرد عفة
وتقوم أسماء بنت أبي بكر بدور رائد في المعارضة السياسية,
حينما دخل عليها الحجاج بن يوسف الثقفي بعد ما قتل ابنها عبد الله بن الزبير
– وقد صلبه على جذع فوق الثنيّة- فقال: أرأيتِ كيف نصر الله الحق
وأظهره فقالت: ربما أديل الباطل على الحق وأهله وإنك بين فرثها والجنة
فقال: إن ابنك ألحد فى هذا البيت،
وقد قال الله تعالى:
{ ومن يرد فيه بإلحاد بظلم ندقه من عذاب أليم }
وقد أذاقه الله ذلك العذاب الأليم، قالت: كذبت كان أول مولود فى الإسلام
بالمدينة، وسُرَّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم وحنَّكَه بيده وكبَّر
المسلمون يومئذ حتى ارتجَّت المدينة فرحًا به، وقد فرحت أنت وأصحابك
بمقتله، فمن كان فرح يومئذ بمولده خير منك ومن أصحابك، وكان مع
ذلك برًّا بالوالدين صوَّامًا قوَّامًا بكتاب الله معظّمًا لحرم الله؛ يبغض من
يعصي الله عز وجل، أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم لسمعته
يقول: سيخرج من ثقيف كذّابان الآخر منهما شرٌّ من الأول، وهو مبير
فانكسر الحجاج وانصرف.
منقوول