*أصول أهل السنة والجماعة*
*الأصل الخامس: الارتباط الوثيق بالعلماء*
إن الارتباط بعلماء السنة مهم جدا إذ فيه الخير كله وبسبب التفريط في هذا الباب يقع الشر. ويجب على طلبة العلم أن يولوه غاية الأهمية وأن يعتنوا به غاية الاعتناء، وأن يحرصوا في هذا الجانب كل الحرص على الاتصال بالعلماء ما داموا أحياء. فإن وجود العلماء نعمة من الله جل وعلا، ووجود علماء السنة نعمة من الله سبحانه وتعالى، وإذا ذهبوا نزل بالمسلمين ما نزل من البلاء.
*الأرض تحيا إذا ما عاش* عالمها.......متى يمت عالم منها يمت طرف*
قال تعالى: ( *أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها* )
ونقصها هو بذهاب العلماء، فإن العلماء فضلهم عظيم.
فحاجتنا إليهم نحن أشد من حاجتنا إلى الطعام والشراب
قال ابن قتيبة: (الناس لا يزالون بخير ما كان علماؤهم المشايخ ولم يكن علماؤهم الأحداث *والسبب**لأن الشيخ قد زالت عنه متعة الشباب وحدته وعجلته وسفهه واستصحب التجربة والخبرة فلا يدخل عليه في علمه الشبهة ولا يغلب عليه الهوى ولا يميل به الطمع ولا يستزله الشيطان استزلال الحدث ومع السن الوقار والجلال والهيبة والحدث قد تدخل عليه هذه الأمور التي أُمنت على الشيخ فإذا دخلت عليه وأفتى هلك وأهلك)
ومن القواعد المقررة عند أهل السنة والجماعة ضرورةَ ربط العامَّة بأشخاص تمثلت فيهم العقيدة السلفية والمنهج السليم ليأخذوا عنهم المعتقد والمنهج بكل تسليم وقبول، لأن عامة الناس لا يميزون الصحيح من السقيم، فلا سبيل إلى ربطهم على الجادة إلاّ الارتباط بأشخاص تمثلت فيهم السنة، ولذلك يقول الإمام قتيبة بن سعيد رحمة الله عليه: (إذا رأيت الرجل يحب يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوية فإنه على السنة، ومن خالف هذا فاعلم أنه مبتدع). ويقول أحمد بن عبد الله بن يونس: (امتحنْ أهل الموصل بمعاذ بن عمران فإنْ أحبُّوه فهم أهل السنة، وإن أبغضوه فهم أهل البدعة، كما يمتحن أهل الكوفة بيحيى)
فيجب أن نَعِيَ هذه النقطة، وأن ننتبه لها انتباهاً كاملاً قوياً، فما دخل النقص إلا يوم أنْ ضَعُف ارتباطنا بعلمائنا رحم الله تعالى ميتهم وحفظ حيَّهم.