السلام عليكم
لا نقول قد يكون جيّدًا أو سيّئًا ، بل الألم لا يربُو عن كونه مؤشّرًا
مؤشِّرٌ عن أن الأمر لا يسير في الطريق الصّحيح، الأمر سيان لكلا الجانبين الماديّ و النفسي
ان كنت تَضرب بمطرقة على رأسِ مسمارِ :'طق...طق...طق' ثم يحدث أن تُخطأ المسمار لتهوي بالمطرقة على إصبعك ، فستشعر بديهيّا بالألم
و شعورك بالألم ما هو إلا دلالة على ان الأمر لا يسير على الطرق الصحيح و ذلك ما تؤكّده عينك فقد رأيت أنك قد أصبت اصبعك بدل المسمار ..
أما نفسيّا فدلالة فهم الألم أعقد قليلا و هذا كون النفس لا مساعد لها و لا معين كالعين لتقريب الفهم ، فإن شعرت بالألم اتجاه شيئ ما ... ان خذلك صديق، ان فقدت صفقة تجاريّة ..
الشعور العادي هنا هو الحسرة، لكن ماذا ان شعرت بالألم هنا و استمر ذلك الألم ..؟ هل هذا سويّ أن هنلك علّةً مَّا تماما كضرب اصبعك بالمطرقة؟ بل و أبعد من هذا و أدهى أن
تكون جالسًا بلا أي ما من شأنه أن يسبب الألم و أنت تشعر بضيقٍ في نفسك ، حزنٍ من نوعٍ مّا ، خليطًا من السأم و الملل و بعضٍ من الكآبة ..
هذا الألم مؤشر أودعه الله في النفوس ليدلّها عليه، ليُنذرها أن ما يُؤلمها ما كان ليؤلمها لو وضعت لكل أمر وزنه و منحت كل مُستحقٍّ مستحقّه
تلك الصفقة ما كانت لتؤلمك لو لم تكن في قلبك في حين كان الله في يدك ، الصديق ما كان ابتعاده عنك رغم ما تقدمه له يؤلمك لو لم تتكل عليه
بينما الله كان في المرتبة الثانية بعد صديقك كأنك اتّكأت على غصن فانكسر بينما أنت تعلم أن الغصن الهش لم يخلق لتتكئ عليه، ذلك الحزن
الذي ينتابك مع أن كل شيئ على ما يرام ما هو إلاّ نداء خفيّ لك لتعلم أنه ليس كلّ شيئ على ما يرام كما تعتقد
تنبيهٌ لتعلم أن الله أعطاك هديّةَ "كلٌّ شيئ على ما يُرام" لا لتنشغل بالهديّة و تشتغل بفتح غلافعا و أنت تسير في وجه من أعطاك إياها ناسيًا إيّاه ...
لا يوجد شيئ في هذه الدنيا خُلق عبثًا أو خُلق لأجل أن نُعاني.