بأسمه تعالى
قرأتُ سطوركم عن مقدار ثمن الصاحب -إن أخطأَ فهل نقوى على الصفحِ والتسامح
فخرجت من صدري حسرةٌ وإشتياق - لقصةٍ هي وربي واقعية -عن اعظمَ من أصفحَ وسامح
تذكرتُ نبي الله محمد-صل الله عليه وأله وسلم-كم أذوهُ وبالغوا في قساوتهم بني قومه -يرمونه
-صلى الله عليه وسلم- بالحجارة -وصبيانهم يقطعون عليه طريقه - بالحطب سدوا طريقه -أخرجوه من بيتهِ
وحاصروه لسنينٍ ثلاث -لكن عندما كان فتح مكةَ والسلطةً كلها بيده الشريفة -جمعهم قائلاً:
ماترون إني فاعلٌ بكم..!
قالوا :أخٌ كريم وإبن أخٍ كريم ..!
فقال-صلى الله عليه وسلم-:فأذهبوا فأنتم الطلقاء
أوليس النبي -أحمدً قدوتنا- صلى الله عليه وسلم فمالنا لانقوى على الصفحِ والمغفرة -فحتى الذهب ياتي يومٌ فيصيبه خدشِ وتكسر
فلا نرميه لمعرفتنا بقيمته- نذهب به للصائغ حتى يصلحهُ -وكذا الصاحب الوفي مثل الذهب نصبر عليه إن حدثت
منه زلة -لاتسقط منا قيمته-نصبر عليه فله حقٌ علينا -نصيحةٌ وعتبٌ محبة -
لكنما من يفسد الصحبة سوء الظن -فكاشفه بالصراحة وإجعل منهُ كتاباً-يفيض لك شرحاً
لاتمل قراءة اسطره- وتقطع الطريق على النمام والحاسد أن يكون بينكما
فسلمتِ صاحبةَ الموضوع فقد سعيتي -في إصلاح ذات البين-فهلا أقرضتنا وسلفتنا
من أجرٍ ثوابكم يوم القيامة -فأكاد أشعر بالغيرة لجميل فائدة موضوعكم