المقدمة+طرح الاشكال°°°
ان من طبيعة الانسان العاقلة انه دائم البحص والتأمل عمايحيط به لاكتشاف الحقائق والمعارف....ولقد اكتشف بعد فترات متعاقبة عدة علوممن بينها الرياضيات وهي تحتل المرتبةالاولى من بين مختلف العلوموظهرت منذ القدم كعلم عند اليونان وهي تدرس الكم المنفصل ّّّ°الجبر° والمتصل°الهندسة° ويمكن الجمع بينهما بمايسمى الهندسة التحليلية وككل علم هناك اصل لنشاته...فكان الجدال حول اصل الرياضيات..حيث يرى العقليون ان مصدرها عقلي ويرى الحسيونان مصدرها التجربة...وأمام هذين الطرحين المتعارضين نتساءل...هل اصل الرياضيات حسي ام عقلي؟؟؟الموقف1°°°°
 ان انصار الطرح االاول وهم العقليون خاصة افلاطون ديكارت كانط يرون ان اصل المعاني الرياضية هو العقل وموجودة  فيه بصورة قبليةبعيدا عن اي تجربة حسية حيث يعتقد افلاطون ان العقل كان يعيش في عالم المثل وعلى علم بكافة الحقائق بما فيها المعاني الرياضية كالاعداد والخطوط والاشكال لكن عند مفارقته لهذا العالم المثالي وهبوطه الى العالم الحسي نسي افكاره وماعليه في هذا العالم الحسي الا بتذكرها وادراكها بالعقل وحده...وفي نفس الايطار يرى الفيلسوف الفرنسي ديكارت ان المفاهيم الرياضية فطرية اودعها الله فينا ومايلقيه الله فينا من افكار لايعتريه الخطا وهي موجودة مع الانسان مثل فكرة الله فهذه الافكار تتصف بالبداهة واليقين وفي هذا يقول’’العقل اعل قسمة بين الناس’’ وهذا يعني ان القدرات العقلية يشترك فيها جميع الناس ...فمفهوم اللانهاية لايمكن ان يكون نابعا من التجربة الحسية لان هذه الاخيرة متناهية...والىجانب ديكارت نجد الفيلسوف الالماني كانط الذي يفسر هو الاخر ان اصلها عقلية ويولد الانسان مزود بها والمتمثلة في مفهوم الزمان والمكان وهما مفهومان رياضيان قبليان...وتاريخ الرياضيات نفسه اذ يبين ان الرياضيات ولد مع الانسان وكانت نشاءتها عقلية فقد انشا الفراعنة نظام الكسور وقواعد تحديد المثلثات والمستطيلات ويرى العقليون ان الواقع الحسي لا يحتويعلى الموضوعات الرياضية مثال ذلك النقطة الهندسية لاطول ولاعرض لها ولاارتفاع تختلف عن النقطة الحسية التي تشغل حيزااا ونفس الشيء بالنسبة للمفاهيم الاخرى ولانجد تفسيرا لتلك المفاهيم في الذهن الابردها الى العقلالنقد°°°            لايمكننا تقبل ان كل المفاهيم الرياضية عقلية وفقط...بالرغم من اهمية العقل في ادراكها...فلوكانت كذلك لوجدناها لدى جميع الناس ولحصلت عندهم دفعة واحدة دون الحاجة الى تعلمها واكتسابها وهذا يدل ان الرياضيات وقبل ان تصبح علمل عقليا قطعت مراااحل كلها تجريبية فالهندسة سبقت الحساب والجبرالموقف2°°°ان انصار هذا الطرح هم التجريبيون امثال جون لوم جون ستوارت ميل ودافيد هيوم...يرون ان اصلها يعود الى التجربة فالمعاني الرياضية لم تاتي من العدم وبالتالي ليست قبلية خالصة بل هي مستمدة من الواقع الحسي وان جميع معارفنا تنشا من التجربة حيث يقول جون لوك ’’لايوجد شيء في الذهن مالم يوجد من قبل في التجربة’’..وانه لايمكن التسليم بافكار فطرية عقلية  لان النفس البشرية تولد صفحة بيضاء حيث يقول جون ستوارت ميل’’يولد العقل كصفحة بيضاء ثم تاتي التجربة لتنقش عليه ماتشاء’’  العقلية ومعنى هذا ان المفاهيم الرياضية تكتسب من الواقع الحسي وان المعرفة العقلية هي صدى لادركاتنا الحسية حيث ان الانسان في ابقديم عندما اراد العد استعمل اصابعه فرقم واحد عند الطفل مثلا مقترن بالخشيبة او القريصة ومع مرور الوقت يحتفظ به كمفهموم الا ان اصله تجريبي وهذا يعني ان المفاهيم الرياضية عند الطفل والانسان القديم لا تخرج عن نطاق الحواس...ما ان علم النفس التكويني بزعامةجون بياجيه يؤكد ان الطفل الصغير يدرك الاعداد  كصفات للاشياء فيمر بمرحلة حسية اي الادراك الحسي ثم المرحلة الحسية العقلية واخيرا العقلية وهذا يعني ان الرياضيات في بدايتهامتصلة بالحياة العملية الحسية فهي قطعت مرحلة تجريبية فالهندسة التي لها علاقة بالتجربة سبقت الحسابوالجبر كمفاهيم مجردة ...كما لوتاملنا الواقع لوجدناه يتالف من اشكال رياضية وبالتلي فكل شكل نعرفه في الرياضيات له مايقابه في الواقع الحسي مثلا الدائرة كمفهوم رياضي  يقابلها في البيعة قرص الشمس والمثلث يقابلة الجبل...ويقول جون ستوارت ميل ’’ان النقط والخطوط والدوائر التي هي في اذهاننا مجرد نسخ للنقط والخطوط والدوائر التي نراها في تجربتنا الحسية’’....اي ان المعاني الرياضية الموجودة قي عقولنا مجرد نسخ طبق الاصل لتلك الموجودة في الواقع الحسي وكل هذا يدل على ان الرياضيات وقبل ان تصبح عقلية مرت بمراحل كثيرة مع العصور التاريخية وهذا بظهور الهندسات الااقليديةالتي تختلف عن الهندسات الاقليدية كلاسكية وهذا يذدل على ان العقل لايعتبر المصدر الوحيد لها  نقد°°°
لايمكن ان نسلم بان المفاهيم الرياضية هي تجريبة فقط لاننا لا يمكننا انكار الافكار الفطرية فلو كان الامر كذلك بماذا نفسر ان بعص هذه المفاهيم لاتمت للواقع بصلة كالعدد السالب والكسور كما ان نتائج الرياضيات لاتراعي اي مقياس واقعي ولوكانت حسية لاشترك فيها الحيوان مع الانسانتركيب°°°
من خلاال التناقض بين الطرفين والنظرة الموضوعية لهذه الاطروحة نجد ان اصلها يعود االى ذلك الترابط والتلاؤوم بين العقل والحس فالمعاني الرياضية لم تنشا دفعة واحدة بل نمت وتطورت عبر الزمن وقد بدات حسية تجريبية في اول الامر ثم تطورت  واصبحت مفاهيم استنتاجية مجردة فلاوجود لمعاني مثالية دون اللجوء للعالم الخارجي ولاوجود للاشياء الحسية في غياب الوعي الانساني اي ان المفاهيم الرياضية مرتبطة بالعقل والحواس مهما كانت علم مجرد الا انها مرتبطة بالتجربة والمعرفة العقلية وفي هذا الصدد يقول كانط’’ان المفاهيم الخالية من الحواس عمياء والحواس الخالية من المفاهيم جوفاء’’...ليس هناك حد يقف امام العقل في ابتكار المفاهيم الرياضية لكن هذا لم ياتي في دفعة واحدة وكانت التجربة منطلقا للتفكير الرياضي لكنه استقل عنها وفارقهاخاتمة°°°
 ان تعارض الرايين لايؤدي بالضرورة الى رفعهما لان كلامهما صحيح في نسقه وسياقه ويبقى اصلها يعود الى ذلك التداخل والتكامل الموجود بينهما لان كل ماهو عقلي واقعي وكل ماهو واقعي عقلي.....
المقالة باسلوبي اتمنى منكم دعوة في ظهر الغيب فقط موفقون