February 19, 2017
ترامب يتجاوز كل خطوط الوقاحة والابتزاز الحمراء عندما يطالب دول الخليج بتمويل “مناطق آمنة” في سورية واليمن.. ويهددها علنا بالصوت والصورة “اموالكم مقابل بقائكم”.. فهل هذا حليف يوثق فيه؟ وهل سيكون مصير سورية مثل مصير العراق والبوسنة وليبيا وبأموال عربية؟
عبد الباري عطوان
تجاوز دونالد ترامب الرئيس الأمريكي الجديد كل خطوط الوقاحة الحمراء، عندما ادلى بتصريح مساء السبت اكد فيه أنه “يريد انشاء “مناطق آمنة” في سورية وغيرها للاجئين وان تتحمل دول الخليج التكاليف كاملة”، ونسب اليه أيضا قوله “وماذا عندكم غير المال”.
اللافت في هذا التصريح ليس فقط نظرته الدونية الى هذه الدول العربية، المفترض انها حليفته، وانما أيضا حديثه عن عزمه إقامة مناطق آمنة أخرى في غير سورية، وانه سيرسل “الفاتورة” الى الدول الخليجية لتسديدها كاملة، وربما فوقها “اكرامية” أيضا.
فعندما يقول ترامب، ونحن ننقل عنه حرفيا من “الفيديو” الذي سجل تصريحاته هذه “الأموال الخليجية مقابل البقاء.. لا تملكون غير المال ولا وجود لكم بدوننا” فهذا يشكل ابشع أنواع الابتزاز والبلطجة، والنظرة الفوقية العنصرية.
انتظرنا ان نسمع أي رد او تعليق من قادة الدول الخليجية، او حتى امبراطورياتهم الإعلامية واذرعتها الضاربة على مثل هذه الاهانات، ولكن انتظارنا طال، ولا نعتقد ان بيانا سيصدر في هذا الصدد، فالصمت هو الخيار الذي جرى اعتماده باعتباره الاسلم، وهناك امثلة عديدة في هذا المضمار.