السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ؛
أخي من المبكر أن تعتقد بإصابتك بالجاموفوبيا أو فوبيا الزواج ، رغم أن ما ذكرته ينصب في هذا السياق ، لرهاب الزواج أعراض كثيرة ، أنت لم تذكر منها سوى ترددك وعدم تقبلك لأية شريكة ، و ذلك ظاهر من خلال عدم إعجابك المتكرر بأي إمرأة وحتى لو كان الخيار لوالدتك ففكرة الرفض قائمة من خلال البحث عن حجج للرفض ، كالشكل مثلاً ..و هذه من بين أعراض الجاموفوبيا و لكنها ليست العارض الأبرز ، فأنت تريد الزواج وتحصين نفسك ، بما معناه تأسيس أسرة وبالتالي الإستقرار ، و المصاب بفوبيا الزواج ، يرفض فكرة الزواج بالمطلق ، ليس خوفاً من الزواج بحد ذاته ، و إنما بما سيعقب الزواج من أحداث ، إنه الخوف من المستقبل ، الخوف من تحمل المسؤولية ، الخوف من تكوين أسرة ، الخوف من الإرتباط و التقيد ، الخوف من مشاركة طرف ثاني الخصوصيات ، الخوف من خوض حياة جديدة و مختلفة ، الخوف من الفشل في التجربة ، وبالتالي يتحول الزواج من رغبة فطرية إلى عقدة نفسية ، حينها تبدأ معالم الرفض وملامح النفور من الطرف الآخر ، سواء الرجل إتجاه المرأة أو العكس و رفض فكرة الزواج من الأساس ، وهذا النوع من المخاوف يصيب الرجال والنساء على حدِ سواء ، مشكلتك أخي الفاضل غير واضحة ، ربما لم تجد من تلائمك وتشعر معها بالراحة و الطمأنينة ، فسكينة النفس للآخر من أهم علامات القبول ، فالمُقدرة لك لم تظهر بعد ، فلكل منا نصف سيكمله ، هناك من قابله ، وهناك من ينتظر ، والأنصاف قد تكتمل وقد تبقى هناك بعض الشقوق التي لا تعزز هذا الإكتمال ، فتتمازج حيل الهروب مع ساعات الإنتظار ، و يبقى المصير مقيداً بالمشيئة الإلهية ، عموما أخي كان عليك توضيح ما تعانيه بدقة ، وفقك الله لما فيه خير لك ..