السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة خُضتِ بموضوع حسّاس يمسّ مختلف الأُسَر حتّى باتَ هذا النّوع من المشاكل الأسريّةِ الزّوجية
يصنع هاجِسَ كثيرٍ من الأزواج لِما يخلقه من اتّساع الهوّة بين الطّرفين
لِتعود آثاره السّلبيّة على الأبناء بالدّرجة الأولى
ما أوردتِه كان قيّما واضِحا، وللإفادة أكثر يُستحسَن الوقوف بعُمقٍ أكبر على مسّبات فقدان الثّقة بين الزّوجين التي يحلّ مكانها الشكّ!
قد تبدأ العلاقة بحبٍّ كبيرٍ لتصبح بمرور الزّمنِ علاقةً مبنيّة على الشّكوك، فتتغيّر لأحقاد تُترجم في تصرّفاتٍ عشوائيّة
قد تصدُر عن الطّرف الواقع تحت تأثيرِها
فأين الخلل بربّكم؟
----------------------
برأيي وبناءً على بعض الفرضيّات،
قد تتغير عادات الزّوج ومعاملاته لزوجته من إحاطة خالصة بمشاعر الحبّ والطّيبة لركودٍ وكبتٍ واضحين
هنا يتسلّل الشكّ قلب الزّوجة، وتفكّر أوّل الأمر أنّ طرفا ثالثا يحول دون استمراريّة سير العلاقة على وجهها السّابق
في حين أنّه عليها أوّلا التّفكير في إمكانيّة تقصيرِها بشكلٍ من الأشكال في حقوق زوجِها..
فهناك من العيوب التي تخضّب أفعالنا والتي لا يمكننا الانتباه إليها حتى ينبّهنا إليها غيرنا
أجل قد تكونين أيّتها الزّوجة المقصّر الأوّل في علاقتك بزوجك،
*-ربّما اهتمامك أكثر برعاية أطفالك جعلك تبتعدين تدريجيّا عن زوجك
-وهو للعلم خطأ شائعٌ بين كثيرٍ من النِّسوة- يجب تداركُه
*-ربّما زوجكِ قد ألِف طريقة معيّنة في معالتك له -بأولى فترات الزّواج ثمّ فوجئ بطريقة أخرى لم يألفها فنبذتها مشاعِره
*-ربّما عملك وانشغالك الدّائم به زيادة لانشغالاتك المنزلية جعلتكِ تهملين منظرك أو تركّزين على إدارتها بشكلٍ
منحه التّرتيب الأخير بقائمة اهتماماتِك
*-ربّما انشغالكِ بمثل هذه المواقع كالفايسبوك، والمنتديات، ودخولك دور الدّردشة مع صديقات يأخذن من وقتِكِ
بما ينقِص من الوقت الذي يجب أن يكون في خدمة زوجك وإحاطته برعايتك..
*-ربّما أسأتِ لمشاعره من خلال إساءتك لأحد أفراد عائلته، أو خُنتِ ثقته بشخصِك لخطأ ما اقترفتِه..
هي أسباب كثيرة عليكِ أن تحلّليها، وتعي خطورتها، ومدى تأثيرها سلبا على علاقتك بزوجِك،
فحاولي مراجعة نفسك،
وضعي عزّتكِ جانبا إن كنتِ حقّا تهتمّين بإعادة توثيق حبل المحبة بينكِ وبين زوجك،
وإن كنتِ تهتمين بمصلحة عائلتِك عامّة..
علما أنّ الأسباب المذكورة أعلاه قد تكون دافعا قويّا لفتور العلاقة بين الزّوجين،
ولا يكون فرار الزّوج من وضعٍ يسأَمُه إلاّ بهجران زوجته
إمّا هجرانا على مستوى البيتِ نفسه رغم وجودهما معا، بحيث يتعمد تجاهلها نفورا من مواجهتها وتمنّعا عن طلباتها
وإمّا هجرانا نهائيّا بتطليقها، وإمّا إهمالها وتركيزه على البحث عن زوجة أخرى، مثلما قد يكتفي بعلاقات محرّمة
دون اكتراثه لخطورتِها حينما يركّز اهتمامه فقط على تحصيل رغباته! وهذِهِ أخطر السُّبُل وأقبحها.
أيّتها الكريمة
اجعلي الشكّ خارجَ أسوار قلبك وعقلك وخوضي جهادا نبيلاً يعيدُ زوجكِ لأحضان عائلته ..لكن اجعليه جهادا حكيما لا يزيد الطّين بلّة
لأنّ بعض التصرّفات الطّائشة تزيد من صورة الزّوجة سوادا ومن شخصيّتها انحِطاطاً..فكوني ذكيّة في إصلاحِ أحوالك ومعالجةِ مشاكلِك.
وما تطرّقتُ إليه من جانب المرأة يمكن إسقاطُه على الرّجُل..لأنه قد يكون المخطئ بحقّ زوجتهِ
دون أن يدرك ذلك وإن تسلّل قلبه الشكّ من جهتها فقد توازن فكرِه ووقع على فكرةِ أنّها لا تحبّه وفكّر في إمكانيّة خيانتها له
--------------
فليُحاول الطّرفان الجلوس حول مائدةِ الحوار التي يجب أن تتضمّن صِدق المسعى المتمثّل في رغبة الإصلاح
من مُنطلق الحبّ وحفظ حقّ العِشرة والرّابطة التي قدّسها ديننا الإسلاميّ الحنيف.
في عُجالةٍ/ كان هذا رأيي البسيط، مع احترامي لآرائِكم.
ّ
أسأل الله السّلامة والعافية لكلّ أزواج المسلمين.