و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ؛
أختِ الفاضلة ، أولاً لا يمكن تشخيص أي حالة نفسية عن طريق الإفتراض تشخيصا ً دقيقاً بل بالتقريب لا غير ، ثانياً ما قدمته مجرد معطيات ناقصة و تفتقر للتفصيل ، لذلك من المبكر إقناع نفسك أنكِ مصابة بالرهاب الإجتماعي ، خاصة و أن الرهابيون من النادر أن يفكروا بمسألة الزواج ، لأن الشخص الذي يعاني من الخوف الإجتماعي أو رهاب التواصل ، يفضل حياة العزلة و الإنطواء و الإبتعاد عن كل ما يجبره على الإحتكاك بالبشر ، فما بالك بالزواج ، عموما لديك نوع من المخاوف غير المبررة أي لا سبب لها أثناء تواصلكِ و تعاملك مع الناس ، و قد لا ترتاحين و أنت متواجدة ضمنهم ، و تشعرين بنوع من القلق و التوتر ،و تحاولين بعدها تعويض ذلك بحيلة نفسية ذكية إنها أحلام اليقظة ، أختِ الطيبة ، لا مبرر لتصرفاتكِ هذه ، فلا شيء يدعو للخوف من البشر و رب البشر موجود ، الخوف من الله وحده سبحانه لا غيره ، فلما الخوف والتوتر من مخلوق بشري لا فرق بينكِ و بينه ، فلستِ بأقل من الآخرين و لا الآخرين أفضل منكِ ، عليكِ إعادة برمجة الكثير من المفاهيم المغلوطة التي قمتِ بإقناعِ نفسكِ باعتناقها ، عليكِ مواجهة نفسكِ أولاً و إقناعها أن لا أمر يدعو للقلق أو الخوف وأن كل شيء على ما يرام ، لا تحكمي على نفسكِ أنكِ مصابة بأي نوع من الرهاب ، بل حاولي تجنب هذه الفكرة مطلقاً ، فلا رهاب مع قوة الإرادة التي ستظهرينها للتخلص من كل مخاوفك .. الحياة مبنية على المواجهة و لا مكان للضعفاء فيها ، لستِ ضعيفة و لستِ خائفة ، أنتِ قوية ، قوتكِ مكبوتة بداخلكِ عليكِ إخراجها و إظهارها ، فكلما واجهتِ الناس إياكِ و الهرب ، عليكِ مخاطبة نفسكِ حينها أن لا داعي للفرار ، عليكِ تقوية ثقتك بنفسكِ ، و الثقة بالنفس تأتي بعد الثقة بالله ، فوثوقكِ بالله عز و جل ، سيبعث في نفسكِ الطمأنينة و الراحة النفسية العجيبة و سيزيل عنكِ كل خوف ، وفقكِ الله و أزال عنكِ كل هم وخوف و أنار دربكِ و يسر أمورك..بالتوفيق لكْ.