السَّلام عليكم و رحمةُ الله..
{شيءٌ من فلسَفتي}..
{الحوار} : خشبةٌ تطفُو على صَفحةِ بحر، وعلى كُلِّ طرفٍ منها يقِفُ مُحاوِرٌ يحاولُ مُراعاةَ توازُنِ قدَمَيْه على الخشبة ليُحافظَ على هُدُوء الماءِ وعلى "مصيرِه".. وقد يحدثُ أن تَزِلَّ قدمُ أحدهِما في غفلةٍ منهُ فتَبْتَلُّ أطرافُ ثيابِهِما قليلاً و يعتَبُ عليهِ الآخرُ برُويّةٍ و حِكمَة ويُحاول أن يثبُتَ ويُهَدِّئَ من روعِ الخشبة حتىَّ يعتَدِلَ صاحِبُه (ويكونُ بذلك النِّقاشُ الحَكِيم).. أمّا إذا غَضِبَ هذا "الآخَرُ" وألزَمَ رفيقَهُ في رحلةِ الغرق بالإعتذار، وأصرَّ على مُغالبَتِه و قصُرَ بالُه وتركَ مكانَهُ ليُضيِّقَ بيدِه على فمِ منْ تحوَّلَ في عينَيْهِ الشّرستين خصمًا و فريسَة.. سقطَ كلاهُما في البحر، وكان كلاهُما فريسَةً للغرق.. [ومنْ أحسَنَ السِّباحةَ نجى بنَفسِه، ومنْ أبى غيرَ التّخبُّطِ في الجِدالِ هلكَ بنفسِه]..