اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sidali75
قد عقبت على تعقيبك الذي قبل هذا وفيه الرد ـ ولكن أذكرك أننا لا نتحدث عن مؤسسات موجودة أو غير موجودة لأن حتى المؤسسات لغةً معروفة عندي وعندك ولكن إصطلاحاً هناك فرق بين كل الدول فهناك شرعية وهناك وضعية ـ فإن تقصد مؤسسات شرعية فالسعودية تملك مؤسسات ظاهرها شرعية و الملوك فيها لا يتركون المنصب إلا بعد موتهم فلماذا لم نرى رفض لبقاء الملك سنين تفوق العشر سنوات ولا نقول قد أخل ومن حق الشعب السعودي الثورة عليه ؟؟ والجواب لأن السعودية دولة محورية لتنفيذ مشاريع أمريكا ـ وإذا قلت أقصد الديمقراطية قلت أن القذافي سلم السلطة لشعبه و اجتهد في تنظيم لجان شعبية تقرر أمورها فهل بعد هذا ديمقراطية ـ فالشعب يحكُم ـ ولكن القذافي استُهدف لأنه لم يكن شريك في المشاريع الأمريكية ولم يكُن إلا كاشف لعملاءها العرب وهذا الذي لم تغفرهُ له أمريكا ـ
وبعد هذا كله أقول أن الكلام عن مؤسسات وما إلى ذلك وبأنه هو المانع للفوضى ـ فأقول والله لو كان لك مئة ألف مؤسسة رسمية تستطيع تسيير الدولة ما منع ذلك تحطيم بلادك إذا قرر الغرب ذلك ـ ولك مثال ـ بالعراق فما إن سقط صدام حتى قاموا بحل الجيش العراقي وبذلك انحلت كل المؤسسات تباعا لأن كل المسؤولين على المحافظات والمديريات والمؤسسات العراقية كانوا عسكريين ـ وهذا اجتهاد من صدام حتى يفرض عليهم الصرامة والإنضباط في أعمالهم الرسمية وحياتهم الشخصية ـ فهم أرادوا للعراق أن يتدمر فدمروه ، وكذلك في ليبيا حيث تم حل الجيش وبذلك انحلت المؤسسات تباعا ـ وأضف إلى ذلك يا أخي طبيعة الشعوب فما يصلح في أمريكا كمثل ـ الديمقراطية ـ ليس معناه أنه صالح في ليبيا ـ فطبائع الناس تختلف ـ ولهذا كانت اللجان الشعبية مكان الديمقراطية البرلمانية .
وكل هذه إجتهادات ولكن هذا لا ينفي المسؤولية عن من قام على حاكمه بسبب ـ طغيانه ـ وألقى ببلاده ـ وسط ـ جموع من الطغات ليفترسوها ـ ويكون أدات بأيديهم إلى الأن ـ ولك بليبيا عبرة فإن قلنا أن بشار هو السبب ولو يموت أو يرحل سينطفئ لهيب الحرب فأقول وما بالُها في ليبيا تزدادُ تضرُماً و القذافي قد مات من سنين من هنا تُبصر بعين المجردة أن الهدف الوحيد هو تدمير ـ سورية وليبيا كما دمروا العراق من قبل ولائحة لا تزال تضُم دولاً أُخرى ـ ـ وأوليس من على الساحة هم من خرج عليه فما لهم يقتلون بعضهم البعض بمعاونة الغرب ؟؟؟؟ والقذافي في حياته لم يفعل ذلك ؟؟؟؟ فهذا هو السؤال وهنا الحزن .
|
يا عزيزي
الحياة السياسية التي كانت سائدة في ليبيا في عهد القذافي تختلف كليا عما كان سائدا في مصر و تونس يشكل عام
حيث أن هامش الحرية و تشكيل الأحزاب و الاعلام المرئي و المسموع كان متاحا بشكل و لو نسبي و هذا عائد لوجود مؤسسات دستورية تقوم على انتظام تلك الحياة السياسية نتفق أو نختلف على شرعية تلك المؤسسات هذا ليس موضوعنا و انما الموضوع الاصلي هو في وجود هامش يمكن للمواطن الانخراط في أحزاب سياسية و جمعيات و تشكيلات نقابية يعبر من خلالها عن توجهه و ما يطمح اليه من اسس و مباني تحدد له الاطر المتوفرة
لكن الوضع في لبيا كان منعدم و الكتاب الأخضر الذي كتبه القذافي بيده هو الآمر الناهي و هو من يحدد الحياة السياسية
أنا أنظر الى النتائج و الاسباب معاً و ما ترتب و بناءا على ذالك أبني ما أراه أمام أعيني قد اكون مخطئ و قد أكون أقرب الى الصواب و هذه طبيعة اجتهادية لا الزم بها غيري في اي شيئ و لا أقرأ الأحداث بعيون من اشبعوا الأمة العربية شعارات و ضحك على الذقون فالبعودة الى اصل الداء نجد أن القوى الاستعمارية هي ذاتها من تغض الطرف عن ابادة الشعوب على يد جيوش لا تتوانى للحظة واحدة في تدمير يلدانها و هدم البيوت فوق رؤوس مواطنيهم و أهلهم بأموال الشعوب المكلومة ثم ياتي من يقول ان هناك مؤامرة تستهدف تلك البلدان فلو كانت الجيوش تملك عقيدة الدفاع عن الأوطان و مكتسبات الشعوب لما ركب العناد أولائك الرؤساء و الزعماء في البقاءعلى كرسي الحكم جاثمين على صدور المواطن الذي مل و كره رؤية مسلسل سياسي لا ينتهي في كل يوم يتكرر الشيئ ذاته لا جديد و لا اي مؤشر على ايجاد الحلول و الانسداد متواصل مع تراكماته و عندما تصل الأمور عند الحد الذي لا يطاق يتم استخراج في وجه المواطن بطاقة الوطنية و توزيع شرف المواطنة لمن لا يعترض على مسرحية هزلية بطلها شخص لم تلد مثله بطن على وجه الأرض و أما من يعترض فالتهمة جاهزة بتوجيه اصابع الاتهام له كونه عميل لا يخدم سوى مخططات الغرب و الصهيونية و المفارقة العجيبة أن من يخدم مخططات الغرب الحقيقية هو ذاته من يرمي غيره بذالك في وضعية اكثر راحة و يبدع في الحديث عن التحدير من مخططات أمريكا في المنطقة التي اسمع عنها في ادبيات و اشعار القوميين العرب و لا اراها الا في سلوكيات و افعال و مناهج من فضحتهم الثورة السورية